بزيد». وسبب أن حكي لفظ هذا أنّه لا يمكن جعله مضافا ومضافا إليه ، إذ لا يكون اسم معرب على حرف واحد.
فإن كان حرف الجر على حرفين ، فلا يخلو أن يكون ثانيه حرف علّة أو حرفا صحيحا. فإن كان حرف علة ، فإنّك تحكي اللفظ الذي سمعته ، فتقول : «جاءني في زيد» ، و «رأيت في زيد» ، و «مررت بفي زيد».
فإن كان ثانيه حرفا صحيحا ، فإنك تحكيه ، فتقول : «جاءني من زيد» ، و «رأيت من زيد» ، و «مررت بمن زيد». ويجوز لك أن تعربه وتضيفه إلى الثاني ، فتقول : «جاءني من زيد» ، و «رأيت من زيد» ، و «مررت بمن زيد».
وذلك أنّه أشبه المضاف والمضاف إليه في أنّه خافض ، كما أنّ المضاف خافض ، وهو على أزيد من حرف واحد ، كما أنّ المضاف كذلك. وإنّما لم يسغ هذا فيما ثانيه حرف علة ، لأنّه ليس من الأسماء ما هو على حرفين ثانيه حرف علة إلّا اسمين خاصة ، فلذلك لم يقس عليهما ، وهما «فوك» ، و «ذو مال».
فإن كان على أزيد من حرفين ، فلك فيه وجهان : الإعراب ، والحكاية ، نحو : «جاءني منذ اليوم» ، و «رأيت منذ اليوم» ، و «مررت بمنذ اليوم» ، هذا إذا أعربت ، فإن حكيت قلت : «منذ» ، على كل حال.
فإن سميت بمركب ، فإن كان المركّب من حرفين ، مثل : «إنّما» وأخواتها ، أو من حرف واسم ، مثل «أينما» و «مثلما» ، أو من حرف وفعل مثل : «هلمّ» ، أو من فعل واسم مثل «حبّذا» ، فإنك تحكيه على اللفظ ، فتقول : «جاءني إنّما» ، و «رأيت إنّما» ، و «مررت بإنّما». وكذلك تقول : «جاءني مثلما» ، و «رأيت مثلما» ، و «مررت بمثلما» ، و «جاءني هلمّ» ، و «رأيت هلمّ» ، و «مررت بهلمّ» ، و «جاءني حبّذا» ، و «رأيت حبّذا» ، و «مررت بحبّذا».
فإن كان مركبا من اسم وصوت ، مثل «سيبويه» و «عمرويه» ، فإنك تحكي فيه ما كان يجوز فيه قبل أن تحكيه ، فيجوز البناء ، وأن تعربه إعراب ما لا ينصرف ، فتقول : «جاءني سيبويه وسيبويه» ، و «رأيت سيبويه وسيبويه» ، و «مررت بسيبويه وسيبويه».
فإن كان المركب من اسمين ، فلا يخلو أن يكونا قد تضمنا معنى الحرف (١) أو لا يكونا
__________________
(١) يريد بالحرف هنا واو العطف ، فتقدير قولك : «أربعة عشر» ، مثلا : أربعة وعشر.