فإن سمّيت بما هو في تقدير الجملة ، وهو الفعل إذا كان فيه ضمير ، فتحكيه على لفظه أبدا ، فتقول : «جاءني ضرب» ، و «رأيت ضرب» ، و «مررت بضرب» ، وعليه قوله [من الرجز] :
نبّئت أخوالي بني يزيد |
|
ظلما علينا لهم فديد (١) |
فإن سمّيت بما يشبه الجملة ، وهو حرف العطف والمعطوف عليه ، وحرف الجر والمجرور ، والصفة والموصوف ، والمضاف والمضاف إليه ، والمطول ، وكل اسم عمل بعضه في بعض أو المركب ، وذلك يكون من حرفين ، نحو : «إنّما» ، أو من اسمين ، نحو : «بعلبك» ، و «خمسة عشر» ، ومن حرف واسم ، مثل : «أينما» ، و «مثلما» و «أنت» ، فإنها مركبة من الضمير مع الخطاب ، ومن اسم وصوت مثل : «سيبويه» (٢) ، و «عمرويه» ، ومن فعل واسم ، نحو : «حبّذا» ، ومن فعل وحرف ، مثل : «هلمّ».
فإن سمّيت بحرف عطف ومعطوف ، مثل : «وزيد» ، فإنّك تحكيه أبدا على حسب الموضع الذي نقلته منه. فإن نقلته من مرفوع ، أبقيته على ما كان عليه ، فتقول : «جاءني وزيد» ، و «رأيت وزيد» ، و «مررت بوزيد».
وكذلك إن نقلته من منصوب أو مخفوض ، أبقيته على ما كان عليه. وسبب ذلك أن حرف العطف ينوب مناب العامل ، فكأنك سمّيت بعامل ومعمول.
وإن سمّيت بمعطوف ومعطوف عليه ، مثل : «زيد وعمرو» ، أو بصفة وموصوف ، مثل : «رجل عاقل» ، فإنّك تحكي فيه ما كان يجوز فيه في حال الإعراب ، فإن تقدّم قبله رافع كانا مرفوعين ، وكذلك إن تقدّمه ناصب كانا منصوبين. وإن كان العامل خافضا كانا مخفوضين.
فإن سميت بمضاف ومضاف إليه ، أو مطول ، فإنّك تحكي فيه ما كان يجوز فيه في حال الإعراب ، وهو أن يتغيّر الأول للعامل وما بعده على حال واحدة.
فإن سميت بحرف جر ومجرور ، فلا يخلو أن يكون حرف الجر على حرف واحد ، أو على حرفين ، أو على أزيد من حرفين.
فإن كان على حرف واحد ، فإنّك تحكي لفظه ، فتقول : «جاءني بزيد» ، و «رأيت
__________________
(١) تقدم بالرقم ٥٩٨.
(٢) من المعروف في كتب اللغة أن كلمة «سيبويه» لفظ أعجميّ مركّب من اسمين أعجميين ، وهما «سيب» و «ويه» ، ومعناهما : رائحة التفاح. وقد جعل المؤلف هذه الكلمة مركّبة من اسم ، وهو «سيب» ، واسم صوت وهو «ويه».