فمثال الفصل بين النعت والمنعوت بالمعطوف قوله [من الرمل] :
فصلقنا في مراد صلقة |
|
وصداء ألحقتهم بالثلل(١) |
ففصل بين صلقة وصفته بالمعطوف.
ومثال الفصل بالمجرور قوله [من الطويل] :
أمرّت من الكتّان خيطا وأرسلت |
|
رسولا إلى أخرى جريئا يعينها(٢) |
ففصل بين «رسول» وصفته وهو «جريء» بالمجرور ، وكان حقه أن يكون بعد «أرسلت» ، أو في آخر الكلام.
ومن غير المقيس قوله [من الطويل] :
٩٥٥ ـ وما مثله في الناس إلّا مملّكا |
|
أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه |
تقديره : وما مثله في الناس حيّ يقاربه إلّا مملّكا أبو أمّه أبوه ، ففصل بين المبتدأ
__________________
(١) تقدم بالرقم ١١٩.
(٢) تقدم بالرقم ١١٨.
٩٥٥ ـ التخريج : البيت للفرزدق في لسان العرب ١٠ / ٤٩٢ (ملك) ؛ ومعاهد التنصيص ١ / ٤٣ ؛ ولم أقع عليه في ديوانه ؛ وبلا نسبة في الخصائص ١ / ١٤٦ ، ٣٢٩ ، ٢ / ٣٩٣.
اللغة : المملك : هشام بن عبد الملك وهو الخليفة.
المعنى : وما مثله في الناس حي يقاربه في الشرف والسمو إلا الخليفة.
الإعراب : وما : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «ما» : حجازية تعمل عمل ليس. مثله : حال من «حي» ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. في الناس : جار ومجرور متعلقان بخبر ما. إلا : حرف حصر. مملكا : خبر ما منصوب بالفتحة. أبو : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. أمه : مضاف إليه مجرور ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حي : اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة. أبوه : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يقاربه : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
وجملة «ما حيّ مثله إلا مملكا» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «أبو أمه أبوه» : في محل نصب صفة ل «مملكا». وجملة «يقاربه» : في محل رفع صفة ل «حيّ».
والشاهد فيه قوله : «البيت بكامله» : حيث قدم وأخر على غير قاعدة.