ومنه وهو أقبح ما ورد في الباب قوله [من الطويل] :
نفى الذمّ عن أثوابه مثلما نفى |
|
أذى ـ درنا عن جلده الماء ـ غاسل |
يريد : مثل نفي الماء إذا غاسل درنا عن جلده.
ولذلك أنكروا قراءة ابن عامر : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(٢). وهو غلط من ابن عامر ، والذي غلّطه في ذلك أنّ «شركاءهم» كان مرسوما فى مصحفه بياء على حسب رسم مصاحف أهل الشام.
وهذا الرسم يتخرّج على أن يكون «الأولاد» مخفوضا بإضافة «قتل» إليه ، ويكون «الشركاء» بدلا من «الأولاد» بدل شيء من شيء ، لأنّ ولد الإنسان شريكه فيما يملكه.
ومنه الفصل بين النعت والمنعوت بالمعطوف أو المجرور الذي ليس في موضع نعت ،
__________________
٩٥٤ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة : نفى : أبعد. الدرن : الوسخ.
المعنى : لم يبق للذم في هذا الشخص مكان لأنه يبعد عنه كل ما يمكن أن يوصله إلى الذم ، وذلك كما يفعل الغاسل يبعد الأوساخ بالماء عن كل جسده.
الإعراب : نفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. الذم : مفعول به منصوب بالفتحة. عن أثوابه : جار ومجرور متعلقان بالفعل «نفى» ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مثلما : «مثل» : نائب مفعول مطلق ، «ما» : مصدرية. نفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والمصدر المؤول من «ما» والفعل «نفى» مضاف إليه مجرور. أذى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. درنا : مفعول به لاسم الفاعل «غاسل» ، منصوب. عن جلده : جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الماء : فاعل مرفوع بالضمة. غاسل : فاعل مرفوع لفعل محذوف والتقدير : «إذا غسل».
وجملة «نفى الذم» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «نفى أذى» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «درنا عن جلده الماء غاسل» التقديم والتأخير في ترتيب الكلمات.
(١) سورة الأنعام : ١٣٧.