والزنا ليس بفريضة الرجم ، وإنّما الرجم فريضته. وقول الآخر [من الرجز] :
٩٤٥ ـ قبل دنوّ الأفق من جوزائه
يريد : قبل دنوّ الجوزاء من أفقها ، فقلب. وقول الآخر [من الرجز] :
٩٤٦ ـ قد لمع البرق ببرق خلّبه
يريد : بخلّب برقه ، لأنّ الصفة هي التي ترفع الاسم ، فقلب. ومن كلامهم : «إنّ فلانة لتنوء بها عجيزتها» ، تريد : لتنوء هي بعجيزتها.
وكذلك قولهم : «أدخلت القلنسوة في رأسي». ومعلوم أنّ الرأس هو المدخل في القلنسوة. وكذلك قوله : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)(٣). ومعلوم أنّ المفاتيح لا تنوء بالعصبة بل العصبة تنوء بها. على أنّ قوله تعالى : (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ ،) وقولهم : «إنّ فلانة لتنوء بها عجيزتها» ، يحتملان التأويل ، وهو أن تكون الباء للنقل بمعنى الهمزة ، فيكون معنى لتنوء بالعصبة ، لتنوء العصبة ، وكذلك لتنوء بها عجيزتها.
__________________
٩٤٥ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في مقاييس اللغة ١ / ١١٥.
المعنى : أراد بدنو الأفق من الجوزاء طلوع الجوزاء ، لأن طلوعها وغروبها على الأفق.
الإعراب : قبل : مفعول فيه ظرف زمان متعلق بكلام سابق. دنو : مضاف إليه مجرور بالكسرة. الأفق : مضاف إليه مجرور بالكسرة. من جوزائه : جار ومجرور متعلقان بالمصدر دنو ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله : «دنو الأفق من جوزائه» حيث قصد دنو الجوزاء من أفقها.
٩٤٦ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة : برق خلب : السحاب يومض برقه حتى يرجى مطره ثم يخلف ويتقشع.
الإعراب : قد : حرف تحقيق. لمع : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. البرق : فاعل مرفوع بالضمة. ببرق : جار ومجرور متعلقان بالفعل. خلبه : مضاف إليه مجرور ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة «لمع البرق» : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «ببرق خلبه» أراد بخلّب برقه ، فقلب الكلام.
(١) القصص : ٧٦.