ومن المقلوب في الشعر قول امرىء القيس [من الطويل] :
٩٤٧ ـ [كميت يزلّ اللبد عن حال متنه] |
|
كما زلّت الصفواء بالمتنزّل |
وإنما زلّ المتنزّل بالصفواء. على أنّه يمكن أن تكون الباء للنقل بمعنى الهمزة ، فيكون : كما زلّت الصفواء المتنزّل ، أي : أسقطته.
ومن البدل وضعهم الكاف موضع «مثل» ضرورة.
ومن التقديم والتأخير الفصل بين المضاف والمضاف إليه بما ينبغي له أن يأتي بعد أو قبل ، وهو ينقسم قسمين : مقيس في الضرورة وغير ذلك. فالمقيس ما يفصل فيه بين المضاف والمضاف إليه بظرف أو مجرور ، نحو قول ذي الرمة [من البسيط] :
كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا |
|
أواخر الميس أصوات الفراريج(٢) |
__________________
٩٤٧ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٢٠ ؛ ولسان العرب ١١ / ١٩٣ (حول) ١٤ / ٤٦٤ (صفا) ؛ وتاج العروس (حول) ؛ وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١٢ / ٢٤٩ ؛ ومقاييس اللغة ٣ / ٢٩٢ ؛ والمخصّص ١٠ / ٩ ؛ وتاج العروس (صفا).
اللغة : الكميت من الخيل : ما كان لونه بين الأسود والأحمر. اللبد : وهو ما يوضع على ظهر الحصان من جلل. الصفواء : الصخرة الملساء. المتنزل : السيل الجارف أو الطائر الذي يتنزل على الصخرة.
المعنى : يصف الشاعر فرسه الكميت بأنه سريع عظيم الوثوب لا يستطيع أي أحد أن يمتطيه لأنه يزله عن متنه لسرعته الكبيرة.
الإعراب : كميت : خبر مرفوع لمبتدأ محذوف تقديره : هو. يزل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. اللبد : فاعل مرفوع بالضمة. عن حال : جار ومجرور متعلقان بالفعل «يزلّ». متنه : مضاف إليه مجرور ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كما : «الكاف» : اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل نصب نائب مفعول مطلق وهو مضاف ، والمصدر المؤول من «ما» والفعل «زلت» مضاف إليه مجرور. زلت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث وهي ساكنة وقد حركت بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. الصفواء : فاعل مرفوع بالضمة. بالمتنزل : جار ومجرور متعلقان بالفعل «زلّت».
وجملة «هو كميت» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «يزل اللبد» : في محل رفع خبر ثان. وجملة «زلت الصفواء» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «زلت الصفواء بالمتنزل» وأراد : كما زل المتنزل بالصفواء.
(١) تقدم بالرقم ٦٥٤.