وهو السريع في حاجته. أما جنب ففيه لغتان ، أفصحهما أن يكون مفردا في كل حال ، قال الله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا)(١) ، واللغة الثانية أن يجمع بالواو والنون ، فيقال جنبون ، وقد قالوا : أجناب.
وأما شلل ، فلم يتجاوز فيه جمعه بالواو والنون ولم يجىء منه بالتاء شيء.
وأما فعل ، فقليل جدا ، ولم يتجاوز فيه إن كان للآدميين جمعه بالواو والنون ، نحو : حلوون ومرّون ، وقد جمع على أفعال ، قالوا : مرّ وأمرار. وأما مؤنثه ، فلا يجوز فيه إلّا الجمع بالألف والتاء ، نحو : حلوات ومرّات.
وأما فعل ، فإنّه يجمع إن كان للآدميين بالواو والنون في القليل ، نحو : ردء (٢) وردؤون ونضو ونضوون ، وفي الكثير على أفعال ، قالوا : أنضاء. وقد كسّروه قليلا على أفعل ، قالوا : جلف وأجلف ، ولا يحفظ منه في المؤنّث شيء.
وأما فعل فإنّه لا يتجاوز فيه الجمع بالواو والنون في المذكّر من الآدميين ، نحو : فزع وفزعون ، وحذر وحذرون ، ويكسّر على أفعال ، قالوا : نكد وأنكاد ، وقالوا : فرح وأفراح ، وقد كسّروه على فعال ، قالوا : فراح. قال الشاعر [من الوافر] :
٨١٣ ـ وجوه الناس ما عمّرت فيهم |
|
طليقات وأنفسهم فراح |
__________________
(١) سورة المائدة : ٦.
(٢) الردء : العون.
٨١٣ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في شرح المفصل ٥ / ٢٦.
المعنى : يمدحه الشاعر بقوله : إن الناس جميعا سعداء فرحون مستبشرون شرط أن تكون فيهم.
الإعراب : وجوه : مبتدأ مرفوع بالضمة. الناس : مضاف إليه مجرور بالكسرة. ما : مصدرية ظرفية. عمرت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، والمصدر المؤول من «ما» والفعل «عمّر» مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق ب «طليقات» ، والتقدير وجوه الناس طليقات مدة بقائك فيهم. فيهم : جار ومجرور متعلقان بالفعل ، «عمّرت». طليقات : خبر مرفوع بالضمة للمبتدأ وجوه. وأنفسهم : «الواو» : حرف عطف ، «أنفس» مبتدأ مرفوع بالضمة و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة و «الميم» : للجمع. فراح : خبر مرفوع بالضمة.
وجملة «وجوه الناس طليقات» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «عمرت» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة «أنفسهم فراح» : معطوفة على «وجوه الناس طليقات» فلا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «فراح» حيث جمع «فرح» على «فراح».