واللطافة ، والكثافة ؛ وغير ذلك.
(أو عقلية) عطف على حسية (كالكيفيات النفسانية) أى : المختصة بذوات الأنفس (من الذكاء) وهى شدة قوة للنفس معدّة لاكتساب الآراء (والعلم) وهو الإدراك ...
______________________________________________________
التفرق : كالخبز المعجون بالسمن والفطير الكائن من الذرة (قوله : واللطافة) هى رقة القوام أى : الأجزاء المتصلة كما فى الماء ، وقيل هى كون الشىء شفّافا بحيث لا يحجب ما وراءه ، والكثافة ضدها فهى غلظ القوام أو حجب الجسم ما وراءه ، ولكن المعنى الثانى فيهما لا يناسب الإدراك بحاسة اللمس ، وحينئذ فالمراد منهما هنا المعنى الأول فيهما قاله اليعقوبى ، وقد يقال : إن اللطافة بهذا المعنى عين الرطوبة ، والكثافة عين اليبوسة ـ فتأمل فنرى (قوله : وغير ذلك) أى : كاللذع الذى هو كيفية سارية فى الأجزاء يحس بها إن مس اللاذع ـ قاله اليعقوبى (قوله : أو عقلية .. إلخ) اعلم أن تقسيم الخارج من وجه الشبه إلى حسىّ وعقلىّ لمزيد الاهتمام به وإلا فغير الخارج منه أيضا قد يكون حسيّا وقد يكون عقليّا ، إذ المراد بالحسى ما كانت أفراده مدركة بالحس ، لكن لما لم يكن التشبيه فيه كثيرا لم يتعلق به اهتمام يدعو إلى تقسيمه ، وأيضا تقسيمه إلى الحسىّ والعقلىّ عائد إلى حسية الطرفين وعقليتهما فاستغنى عن تقسيمه بتقسيمهما بخلاف تقسيم الخارج ، فإنه لا يستغنى عنه بتقسيم الطرفين (قوله : أو عقلية) أى : مدركة بالعقل (قوله : أى المختصة بذوات الأنفس) أى : المختصة بالأجسام ذوات الأنفس الناطقة ، ومعنى اختصاصها بذوات الأنفس أنها لا توجد إلا فيها لا فى الجمادات ولا فى الحيوانات العجم فلا ينافى وجود بعضها : كالعلم والقدرة والإرادة فى الواجب تعالى ، وفى المجردات عند مثبتها كذا قال بعضهم. وفيه أنه لا داعى لجعل الاختصاص إضافيّا ؛ لأن علم الواجب تعالى وقدرته وإرادته ، وكذلك علم المجردات عند مثبتها ، ليس من الكيفيات (قوله : من الذكاء) بيان للكيفيات النفسانية وهو فى الأصل مصدر ذكت النار إذا اشتد لهبها ، وأما فى العرف فقد أشار له الشارح بقوله شدة قوة .. إلخ أى : قوة شديدة للنفس فهو من إضافة الصفة للموصوف (وقوله : معدة لاكتساب الآراء) بكسر