(وما يتصل بها) أى : بالمذكورات ؛ كالبلّة ، والجفاف ، واللزوجة ، والهشاشة ، ...
______________________________________________________
كالحمل فالرصاص مثلا المحمول لو لا حمله لنزل للسفل وشبهوا العلو بمحيط الدائرة والسفل بمركزها لارتفاع المحيط عن المركز فى الجملة ، ولذلك قالوا فى تعريف الخفة لصوب المحيط أى : إلى جهة العلو وفى الثقل لصوب المركز أى : إلى السفل ، وأيضا السماء للأرض كالدائرة وهى من جهة العلو والأرض كالمركز وهو بالنسبة لما يظهر من السماء منخفض فإذا فرض الثقيل والخفيف بينهما اندفع الأول إلى الأرض التى هى كالمركز ، واندفع الثانى إلى السماء التى هى كالدائرة لو لا العائق فى كل منهما ولذلك عبروا بالمحيط والمركز ـ قاله اليعقوبى ، وما ذكره المصنف من أن كلّا من الخفة والثقل كيفية محسوسة بحاسة اللمس ـ فيه نظر ، إذ كل منهما فى الحقيقة كيفية مبدأ ومنشأ وسبب فى مدافعة محسوسة توجد تلك المدافعة مع عدم الحركة ، فالموصوف بالمحسوسية إنما هو المدافعة المتسببة عنهما لأنفسهما كما يجد الإنسان من الحجر إذا أمسكه فى الجو قسرا فإنه يجد فيه مدافعة هابطة ولا حركة فيه ، وكما يجد فى الزق الذى نفخ فيه إذا جسه بيده تحت الماء قسرا ، فإنه يجد فيه مدافعة صاعدة ولا حركة فيه ، فالذى أوجب المدافعة الصاعدة فى الزق الخفة ، والذى أوجب المدافعة الهابطة فى الحجر الثقل ، فهما سببان للمدافعتين وكل من المدافعتين محسوس باللمس (قوله : وما يتصل بها) أى : وما يلحق بها فى كونه مدركا باللمس.
(قوله : كالبلّة والجفاف) البلة هى الرطوبة الجارية على سطوح الأجسام والجفاف يقابلها ـ قاله السيد ، وفيه نظر ، إذ قد صرح فى حواشى التجريد بأن البلّة بمعنى الرطوبة الجارية على سطح الجسم المبتلّ جوهر فلا يصح عدّها من الكيفيات ، والأحسن أن يقال : البلة هى الكيفية المقتضية لسهولة الالتصاق ويقابلها الجفاف فهو كيفية تقتضى سهولة التفرق وعسر الالتصاق (قوله : واللزوجة) هى كيفية تقتضى سهولة التشكل وعسر التفرق ، بل يمتد عند محاولة التفرق كما فى اللبان (العلك) والمصطكا ، والهشاشة تقابلها فهى كيفية تقتضى سهولة التفرق وعسر الاتصال بعد