ويسمى المشبه به ـ سواء كان هو المذكور أو المتروك ـ مستعارا منه ، ويسمى اسم المشبه به مستعارا ، ويسمى المشبه مستعارا له.
______________________________________________________
ادعيت سبعيته ، ولما أطلق لفظ المنية على السبع الادعائى ـ وهو الموت المدعى له السبعية ـ أثبت لها ما يخص السبع المشبه به وهو الأظفار ، هذا حاصل كلامه. وأنت خبير بأن هذا لا يلائمه قول المصنف : وتريد به الآخر ؛ لأنه لم يرد بالمنية هنا الطرف الآخر الذى هو السبع الحقيقى ، إلا أن يقال : إن قول السكاكى : أن تذكر أحد الطرفين وتريد الآخر معناه وتريد الآخر حقيقة أو ادّعاء.
وحاصل تقرير الاستعارة بالكناية فى أنشبت المنية أظفارها بفلان على مذهب السكاكى ، أن تقول : شبهت المنية وهى الموت بالسبع وادعينا أنها فرد من أفراده ، وأن له فردين الفرد المعلوم وهو السبع الحقيقى أعنى الحيوان المفترس ، والفرد الادعائى وهو الموت المدعى سبعيته ، ثم أطلقنا لفظ المنية على السبع الادعائى ، ولما أطلقناه عليه أثبتنا له ما يخص السبع وهو الأظفار (قوله : ويسمى) بالبناء للفاعل ، وفاعله ضمير عائد على السكاكى وكذا يقال فيما بعد (قوله : سواء كان هو المذكور) أى كما فى المثال الأول (وقوله : أو المتروك) أى كما فى المثال الثانى والمراد سواء كان مذكورا اسمه أو متروكا اسمه كما علمت (قوله : ويسمى اسم المشبه به مستعارا) أى سواء كان اسم المشبه به هو المذكور كما فى المثال الأول أو المتروك كما فى المثال الثانى ، ومعنى كونه مستعارا مع أنه متروك أنه يستحق الاستعارة اللفظية ، لكنها تركت مكنيا عنها بلوازم المشبه به ، هذا كلام السكاكى ، وهو دالّ على أن المستعار فى قولنا ، أظفار المنية نشبت بفلان هو لفظ السبع والمستعار له المنية ، وسيأتى له ما يخالف ذلك وهو أن المستعار فى الاستعارة بالكناية هو لفظ المنية المعبر به عن الأسد الادعائى ، وهو مقتضى قوله : أولا أن تذكر اسم أحد الطرفين وتريد به الآخر ؛ وذلك لأنه فسر الاستعارة بالذكر ومتعلق الذكر هو المستعار ، فعلمت مما ذكر أن فى كلام السكاكى بالنسبة للاستعارة بالكناية تناقضا ؛ لأن كلامه فى بعض المواضع يفيد أن الاستعارة بالكناية لفظ المشبه به المتروك ، وفى بعض المواضع يفيد أنها لفظ المشبه المذكور.