تبعا للاستعارة فى المجرور وهذا الطريق مأخوذ من كلام صاحب الكشاف ومبنى على أن متعلق معنى اللام هو المجرور على ما سبق ، لكنه غير مستقيم على مذهب المصنف فى الاستعارة المصرحة ؛ لأن المتروك يجب أن يكون هو المشبه سواء كانت الاستعارة أصلية أو تبعية وعلى هذا الطريق المشبه ـ أعنى العداوة والحزن ـ مذكور لا متروك
______________________________________________________
وأنث الضمير نظرا إلى أن اللام بمعنى الكلمة (قوله : تبعا للاستعارة فى المجرور) أى : الذى هو متعلق معنى الحرف على ما قال المصنف ، ولا يخفى ما فى قوله : تبعا إلخ من المسامحة ، إذ استعارة اللام تابعة للتشبيه على ما قاله ، إلا أن يقال : إن فى كلامه حذفا دل عليه ما هنا ، والأصل قدر تشبيه العداوة والحزن بعلته الغائية كالمحبة والتبنى ، واستعير اسم المشبه به وهو المحبة والتبنى للمشبه وهو العداوة والحزن ، ثم استعمل فى العداوة والحزن اللام التى كان حقها أن تستعمل فى العلة الغائية : كالمحبة والتبنى ، فتكون الاستعارة فى اللام تبعا للاستعارة فى المجرور أى : تبعا للاستعارة له ، لا أنه مستعار ، لكن المأخوذ من كلام الإيضاح وشراحه أن الاستعارة فى الحرف على مذهب المصنف تابعة للتشبيه ، وأنه ليس هناك لفظ يستعار أولا تتبعه استعارة الحرف ، وحينئذ فقول الشارح : تبعا للاستعارة فى المجرور ، الأولى أن يقول بدله : تبعا للتشبيه الواقع بين المجرور والعلة الغائية (قوله : وهذا الطريق إلخ) أى : الذى سلكه المصنف وهو جعل العداوة والحزن مشبهين بالعلة الغائية فيما ذكر من الآية (قوله : مأخوذ من كلام صاحب الكشاف) أى : حيث قال فى هذه الآية : معنى التعليل فى اللام وهو كون الالتقاط لأجل العداوة والحزن وارد على طريق المجاز ؛ لأنه لم يكن داعيتهم إلى الالتقاط بأن يكون لهم عدوّا وحزنا ، ولكن المحبة والتبنى غير أن ذلك أى : العداوة والحزن لما كان نتيجة التقاطهم وثمرته شبه بالداعى الذى يفعل الفاعل الفعل لأجله (قوله : لكنه) أى : ذلك الطريق غير مستقيم على مذهب المصنف أى : ولا على مذهب الجمهور أيضا ، وإنما اقتصر على المصنف لكون الكلام معه ، وحاصل اعتراض الشارح أن سياق كلام المصنف يفيد أن فى مدخول اللام هنا استعارة أصلية وأنه يرد عليه أن المذكور هو لفظ المشبه وذلك مانع من الحمل على الاستعارة الأصلية ؛ لأنه يجب فيها ترك لفظ المشبه (قوله : المشبه ـ أعنى العداوة والحزن ـ مذكور لا متروك)