بعلته) أى علة الالتقاط (الغائية) كالمحبة والتبنى فى الترتب على الالتقاط والحصول بعده ثم استعمل فى العداوة والحزن ما كان حقه أن يستعمل فى العلة الغائية فتكون الاستعارة فيها ...
______________________________________________________
فى الآية واقعا بين العداوة والحزن الحاصلين بعد الالتقاط وهو متعلق معنى الحرف على كلامه وبين علة الالتقاط وهى المحبة والتبنى ، وحاصل تقرير الاستعارة فى هذه الآية على مذهب المصنف بناء على ما ذكره الشارح أن يقال : قدر تشبيه العداوة والحزن الحاصلين بعد الالتقاط بالعلة الغائية كالمحبة والتبنى بجامع الترتب فى كل على الالتقاط واستعير اسم المشبه به للمشبه ، ثم استعيرت اللام الموضوعة لترتب العلة الغائية على معلولها كترتب المحبة والتبنى على الالتقاط لترتب غير العلة الغائية كترتب العداوة والحزن عليه ، فالاستعارة فى اللام تابعة للاستعارة فى المجرور الذى هو متعلق الحرف عنده (قوله : بعلته الغائية) علة الشىء الغائية هى التى تحمل على تحصيله لتحصل بعد حصوله ، وذلك كمحبة موسى لآل فرعون وتبنيهم له أى : اتخاذهم له ابنا فإنه إنما حملهم على ضمهم وكفالتهم له بعد الالتقاط ما رجوه فى موسى من أنه يحبهم ويكون ابنا لهم يفرحون به ، فلما كان الحاصل بعد فعلهم ضد ذلك من العداوة والحزن شبه ذلك بالعلة الغائية بجامع ترتب كل على الالتقاط ، وإن كان الترتب فى العلة الغائية رجائيّا وفى العداوة والحزن فعليّا ـ ا. ه يعقوبى.
ومن كلامه يعلم أن قول الشارح : كالمحبة أى : محبة الملتقط بالفتح وهو موسى عليهالسلام ، لا محبة الملتقط بالكسر وهو آل فرعون ؛ لأنها متقدمة على الالتقاط وليست حاصلة بعده ، والذى فى عبد الحكيم : أن المراد بالمحبة محبة الملتقط بالكسر وتبنيه ؛ لأنهما متقدمان فى الذهن ومترتبان على الالتقاط فى الخارج ، وما قيل : إنه أراد بالمحبة محبة موسى أو آثارها ، لا محبة الملتقط وهو آل فرعون ؛ لأنها علة متقدمة عليه ليس بشىء (قوله : والحصول بعده) عطف تفسير إشارة إلى أنه ليس المراد بالترتب الارتباط واللزوم ، إذ لا لزوم هنا (قوله : ثم استعمل فى العداوة) أى : فى ترتب العداوة ، (وقوله : ما كان حقه) أى : اللام ، (وقوله : فى العلة) أى : فى ترتب العلة (قوله : فيها) الضمير لما كان