قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    حاشية الدسوقي [ ج ٣ ]

    حاشية الدسوقي [ ج ٣ ]

    345/538
    *

    (وإما مختلفان) أى : أحد الطرفين حسى والآخر عقلى.

    (والحسى هو المستعار منه نحو : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ)(١) فإن المستعار منه : كسر الزجاجة ـ وهو حسّىّ ، ...

    ______________________________________________________

    أى : لأن ما وعد به الرحمن وصدق فيه المرسلون وأنكره القائلون أولا هو البعث من الموت لا الرقاد الحقيقى ، وأشار الشارح بقوله : والقرينة كذا مع إلخ إلى أن لتلك الاستعارة قرينتين أولاهما معنوية والثانية لفظية ، ثم إن ظاهر الشارح أن قرينة الاستعارة المذكورة فى هذه الآية ما ذكره من كون هذا الكلام كلام الموتى بعد البعث ، سواء قلنا : إن الجامع عدم ظهور الفعل ، أو قلنا : إن الجامع مطلق البعث وهو كذلك ، أما على الثانى : فلأن البعث جامع ، والجامع لا يكون قرينة لاشتراكه بين الطرفين ، وأما على الأول فقد ذكر بعضهم أن ذكر البعث هو القرينة ، واعترضه الشارح فى المطول بأن البعث لا اختصاص له بالموت ؛ لأنه يقال بعثه من نومه إذا أيقظه وبعث الموتى إذا أنشرهم والقرينة يجب أن يكون لها اختصاص بالمستعار له ، وحينئذ فتعين أن قرينة الاستعارة ما ذكره الشارح هنا على كلا القولين فى الجامع (قوله : أى أحد الطرفين حسى والآخر عقلى) أى : ويلزم أن يكون الجامع عقليّا ـ كما مر.

    (قوله : والحسى هو المستعار منه) أى : والمستعار له عقلى (قوله : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ)) أى : بلغ الأمة الأحكام التى أمرت بتبليغها لهم تبليغا واضحا فشبه التبليغ بالصدع وهو كسر الشىء الصلب واستعير اسم المشبه به للمشبه ، واشتق من الصدع اصدع بمعنى : بلغ ، والجامع التأثير فى كل ، أما فى التبليغ فلأن المبلغ أثر فى الأمور المبلغة بيانها بحيث لا تعود لحالتها الأولى من الخفاء ، وأما فى الكسر : فلأن فيه تأثيرا لا يعود المكسور معه إلى الالتئام وهو فى كسر الشىء الصلب أقوى وأبين ، ولذلك قال الشارح فى تفسير" اصدع" : أبن الأمر إبانة لا تنمحى أى : لا تعود إلى الخفاء كما أن كسر الزجاجة لا يعود معه التئام (قوله : كسر الزجاجة إلخ) فى القاموس الصدع : كسر الشىء الصلب ، وحينئذ فذكر الزجاجة على سبيل التمثيل ، فالمراد كسر الزجاجة ونحوها

    __________________

    (١) الحجر : ٩٤.