لا يفيد اللزوم ـ قلنا : ليس معنى اللزوم هاهنا امتناع الانفكاك فى الذهن ، أو الخارج ، بل تلاصق واتصال ينتقل بسببه من أحدهما إلى الآخر فى الجملة ، وفى بعض الأحيان ، وهذا متحقق فى كل أمرين بينهما علاقة وارتباط.
[الاستعارة] :
(والاستعارة) وهى مجاز تكون علاقته المشابهة ـ ...
______________________________________________________
فإن معناه الحقيقى لا يستلزم معناه المجازى وهو البالغون ، وكذلك العصير لا يستلزم الخمر ، وكذلك النادى لا يستلزم أهله لصحة خلوه عنهم ، وكذا الرحمة لا تستلزم الجنة لصحة وقوعها فى غيرها كما فى الدنيا ، وكذا اللسان لا يستلزم الذكر لصحة السكوت (قوله : لا يفيد اللزوم) أى : وإذا كان لا يفيد اللزوم فلا وجه لجعلها علاقات ؛ لأن العلاقة أمر يحصل بسببه الانتقال من المعنى الحقيقى للمعنى المجازى لاستلزامه له.
(قوله : قلنا .. إلخ) حاصله : أنه ليس المراد باللزوم هنا اللزوم الحقيقى ـ أعنى : امتناع الانفكاك فى الذهن أو الخارج ، بل المراد به الاتصال ولو فى الجملة فينتقل بسببه من أحدهما إلى الآخر وهذا متحقق فى جميع أنواع العلاقة (قوله : تلاصق) أى : تعلق (وقوله : واتصال) أى : ارتباط وعطف الاتصال تفسير (وقوله : فى الجملة) متعلق بينتقل ، وكان الأولى أن يقول : ولو فى الجملة (وقوله : وفى بعض الأحيان) تفسير للانتقال فى الجملة (قوله : وهذا متحقق فى كل أمرين بينهما علاقة وارتباط) أى : فثبت أن أنواع العلاقة كلها تفيد اللزوم وبطل ما قاله السائل.
[الكلام فى الاستعارة] :
(قوله : والاستعارة) مبتدأ ، وقوله : قد تقيد خبره ، والجملة عطف على قوله : والمرسل كاليد ، وأعاد الشارح فيما يأتى المبتدأ لطول الفصل ، وكتب شيخنا الحفنى : أن الظاهر حذف الواو من قوله : وهى مجاز ليكون مدخولها خبر الاستعارة ؛ لأن الشارح قدر خبرها فى المتن وهو قد تقيد خبرا لمبتدأ محذوف ـ اه.
ثم إن المراد بالاستعارة فى كلام المصنف الاستعارة التصريحية : وهى التى يذكر فيها المشبه به دون المشبه ، وأما المكنية : وهى التى لا يذكر فيها إلا المشبه فسيأتى ، يفردها