ويوصف بالصفرة ، كقوله :
وربّ نهار للفراق أصيله |
|
ووجهى كلا لونيهما متناسب |
فذهب الأصيل صفرته ، وشعاع الشمس فيه (على لجين الماء) أى : على ماء كاللّجين ، أى : الفضة فى الصفاء والبياض ، وهذا تشبه مؤكد ، ومن الناس من لم يميّز بين لجين الكلام ولجينه ، ولم يعرف هجانه من هجينه ...
______________________________________________________
ولكون ذلك الوقت من أطيب الأوقات. خصّ وقت الأصيل بكون عبث الرياح للغصون فيه ؛ لأن قوله : وقد جرى حال من الضمير فى تعبث.
(قوله : ويوصف) أى : ذلك الوقت بالصفرة ، فيقال أصيل أصفر ؛ لأن الشمس تضعف فى ذلك الوقت فيصفرّ شعاعها ويمتدّ على الأرض فتصير صفراء فوصف الوقت بالصفرة لاصفرار الأرض فيه (قوله : كقوله) استشهاد لوصفه بالصفرة (قوله : أصيله) مبتدأ أول ، ووجهى : عطف عليه ، وقوله كلا مبتدأ ثان وهو مضاف ولونيهما مضاف إليه ، وقوله متناسب خبر المبتدأ الثانى وهو كلا ، والجملة من المبتدأ الثانى وخبره خبر المبتدأ الأول ، وما عطف عليه والرابط الضمير فى لونيهما (وقوله : متناسب) أى : فى الصفرة (قوله : فذهب الأصيل صفرته) أشار بهذا إلى أن ذهب الأصيل فى البيت مستعار لصفرته استعارة مصرّحة (قوله : وشعاع الشمس فيه) جملة حالية أى : والحال أن شعاع الشمس واقع فيه ؛ لأن اصفرار شعاعها فى هذا الوقت يوجب اصفراره ، وعبارة المطول : وذهب الأصيل صفرة الشمس فى ذلك الوقت ـ اه.
(قوله : كاللّجين) بضم اللام مصغرا (وقوله : فى الصفاء .. إلخ) بيان لوجه الشبه (قوله : وهذا تشبيه مؤكد) أى : مقوّى بجعل المشبه عين المشبه به بواسطة جعل الإضافة بيانية (قوله : من لم يميّز بين لجين الكلام) بضم اللام وفتح الجيم أى : حسنه ، وأما الثانى فبفتح اللام وكسر الجيم أى : قبيحه وخبيثه ، (وقوله : ولم يعرف هجانه) أى : عاليه وشريفه من هجينه : رديئه ووضيعه أى : أن بعض الناس لم يميز بين ما ذكر ، فحمل البيت على لجين الكلام ـ بفتح اللام وكسر الجيم ـ وهجينه ، ففى كلامه إشارة إلى أن الحمل الأول الذى ذكره من لجين الكلام ـ بضم اللام ـ وهجانه ؛ وذلك لاشتمال البيت