وهى تمرّ مرّ السّحاب) أى : مثل مرّ السحاب (ومنه) أى : ومن المؤكد : ما أضيف المشبه به إلى المشبه بعد حذف الأداة (نحو قوله : والريح تعبث بالغصون) أى : تميلها إلى الأطراف والجوانب (وقد جرى ذهب الأصيل) هو الوقت بعد العصر إلى الغروب ، يعدّ من الأوقات الطيبة ، كالسّحر ، ...
______________________________________________________
مؤكدا ، ففى قوله تعالى (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ)(١) إن قدرت الأداة كان التشبيه مرسلا ، وإن لم تقدر كان مؤكدا ، وتفسير الشارح بقوله أى : مثل مرّ السحاب بيان لحاصل المعنى ـ كما أفاد ذلك العصام وعبد الحكيم.
(قوله : وهى تمرّ) أى : الجبال يوم القيامة تمرّ مرّ السحاب أى : إنها بعد النفخة الأولى تسير فى الهواء كسير السحاب الذى تسوقه الرياح ، ثم تقع على الأرض كالقطن المندوف ، ثم تصير هباء (قوله : بعد حذف الأداة) أى : وتقديم المشبه به على المشبه ، فإن قلت : كيف يكون هذا من التشبيه المؤكد مع أن توجيهه بأنه يشعر بحسب الظاهر بأن المشبه عين المشبه به لا يتأتى هنا أى : فيما إذا أضيف المشبه به إلى المشبه؟ قلت : تجعل الإضافة فيه بيانية وهى تقتضى الاتحاد فى المفهوم (قوله : نحو قوله) أى : القائل. قال فى شرح الشواهد : ولا أعرف قائله (قوله : تعبث) (٢) أى : تلعب أى : تحرك الأغصان تحريكا كفعل اللاعب العابث ، وإلا فالريح لا تعقل (قوله : أى تميلها) أى : تمييلا رقيقا لا عنيفا ، ففيه إشارة إلى اعتدال الريح فى ذلك الوقت (قوله : والجوانب) عطف تفسير (قوله : وقد جرى) أى : ظهر والجملة حالية (قوله : ذهب الأصيل) أى : صفرته التى كالذهب والإضافة على معنى فى أى : وقد ظهرت الصفرة فى الوقت المسمّى بالأصيل على لجين الماء (قوله : هو الوقت بعد العصر) تفسير للأصيل ـ بفتح الهمزة ـ على وزن أمير (قوله : يعدّ من الأوقات الطيبة) لاعتداله بين الحرارة والبرودة
__________________
(١) النمل : ٨٨.
(٢) البيت قائله ابن خفاجة الأندلسى : إبراهيم بن عبد الله الشاعر الوصاف المتوفى سنة ٥٢٣ ه ، وذلك فى الإيضاح ص ٢٤١ ، وبلا نسبة فى عقود الجمان ٢ / ٣٢ ، والتخليص ص ٧١.