وعاوده ظنى فلم يخب كالغيث إن جئته وافاك) أى : أتاك (ريقه) يقال : فعله فى روق شبابه وريقه ، أى : أوّله ، وأصابه ريق المطر ، وريق كل شىء : أفضله (وإن ترحّلت عنه لجّ فى الطلب).
وصف المشبه ـ أعنى : الممدوح ـ بأن عطاياه فائضة عليه أعرض أو لم يعرض ، وكذا وصف المشبه به ـ أعنى الغيث ـ بأنه ...
______________________________________________________
مفعول ؛ لأن صدف يأتى لازما ومتعديا وبابه ضرب (قوله : وعاوده ظنى) أى : بعد ما صدفت عنه عاوده ظنى أى : رجائى وحقيقة هذا الكلام عاودت لمواصلته طلبا لإغداقه ظنّا منّى أنى أجد فيه المراد ، وحينئذ فنسبة المعاودة إلى الظن تجوّز (قوله : فلم يخب) أى : ظنى فيه بل وجدت عند معاودته لطلب الإحسان كما أظن وكيف يخيب الظن فيه وهو يهب عند الإعراض فيهب عند الإقبال من باب أولى فهو فى إفاضته فى الإقبال والإدبار كالغيث إن جئته أى : قصدته لشرب ونحوه حال إقباله عليك وافاك ريقه أى : جاءك ولاقاك أحسنه وإن ترحّلت عنه وفررت منه لجّ وبالغ فى طلبك وإدراكك مع فرارك منه (قوله : كالغيث) هو المطر الواسع المقبل الذى يرتجيه أهل الأرض (قوله : إن جئته .. إلخ) هذا فى مقابلة قوله : وعاوده ظنى (وقوله : وإن ترحلت .. إلخ) فى مقابلة قوله صدفت عنه .. إلخ ، ففيه لف ونشر مشوش (قوله : ريقه) أصله ريوق من الروق ، (وقوله : يقال) أى : لغة (قوله : أى أوله) تفسير للأمرين قبله وهو : روق الشباب وريقه.
(قوله : وريق كل شىء أفضله) إشارة إلى أنه يتسع فى الريق ، ويستعمل بمعنى الأفضل لعلاقة اللزوم كما هنا فروق الشباب وريقه أفضله وأحسنه ؛ لأنه يلزم من كون الشىء أوّلا أن يكون أفضل وأحسن فى الغالب.
قال العلامة اليعقوبى : وجعل أول المطر أحسنه للأمن معه من الفساد ، وإنما يخشى الفساد بدوامه (قوله : وإن ترحّلت عنه) أى : ارتحلت وفررت وتباعدت عن الغيث (قوله : لجّ) بالجيم من اللجاج وهو الخصومة ، أو بالحاء المهملة من الإلحاح وهو فى الأصل كثرة الكلام أريد به هنا مجرد الكثرة ، والمعنى على كل حال بالغ.
(قوله : أعرض) هو معنى صدفت عنه ، (وقوله ، وأو لم يعرض) هو معنى قوله : وعاوده ظنى (قوله : أعنى الغيث) من ذلك يعلم أن الضمير فى قوله فى البيت : إن جئته