(يفهمه كل أحد) ممن له مدخل فى ذلك (نحو : زيد كالأسد. ومنه خفىّ لا يدركه إلا الخاصّة ، كقول بعضهم) ذكر الشيخ عبد القاهر أنه قول من وصف بنى المهلب للحجاج ...
______________________________________________________
تعريف المجمل غير مانع من دخول بعض أفراد المفصل ، وفى تعريف المجمل بما ذكر إشارة إلى أنه ليس المراد بالمجمل هنا المجمل عند الأصوليين وهو ما لم تتضح دلالته و" ما" فى كلام المصنف واقعة على تشبيه (وقوله : ما هو ظاهر) أى : تشبيه ظاهر هو أى : التشبيه أى : وجهه ففى العبارة حذف مضاف ، أو أن وجهه بدل من الضمير فى ظاهر ؛ لأن المتصف بالظهور وجه الشبه لا نفس التشبيه وليس مراد الشارح أن وجهه فاعل بظاهر ؛ لأن هذا ليس من المواضع التى يحذف فيها الفاعل ، وحاصل ما فى المقام : أن الضمير فى منه إن كان راجعا للمجمل ، ففى إسناد الظهور إليه تسامح إذ المتصف بالظهور وجهه ، لكن يؤيد هذا الاحتمال أن سياق الكلام فى تقسيم المجمل وإن كان ضمير" منه" راجعا للوجه فلا تسامح فى إسناد الظهور إليه لكنه خروج عن سوق الكلام ، ولكون كلّ من الاحتمالين مشتملا على خلاف الظاهر من وجه سوّى الشارح بينهما (قوله : يفهمه كل أحد) أى : يفهم ذلك الوجه كل أحد ، وهذا تفسير لقوله : ظاهر (وقوله : ممن له مدخل فى ذلك) أى : فى استعمال التشبيه لا مطلق أحد كما هو ظاهر المصنف (قوله : نحو زيد كالأسد) أى : فإنه يظهر لكل أحد أن وجه الشبه الشجاعة فى كلّ (قوله : لا يدركه) أى : لا يدرك وجهه (قوله : إلا الخاصّة) أى : فإنهم يدركونه بالبديهة أو بالتأمل ، والمراد بهم من أعطوا ذهنا يدركون به الدقائق والأسرار (قوله : ذكر الشيخ .. إلخ) قصد بذلك بيان ذلك البعض (قوله : من وصف) أى : قول الشخص الذى وصف بنى المهلب وهو كعب بن معدان الأشعرى كما قال المبرد فى الكامل ، فإنه ذكر أنه لما ورد على الحجاج قال له : كيف تركت جماعة الناس؟ فقال له كعب : تركتهم بخير أدركوا ما أملوا وأمنوا مما خافوا.
فقال له : فكيف بنو المهلب فيهم؟ فقال : حماة السرج نهارا وإذا أليلوا ففرسان البيات ، ومعنى أليلوا : دخلوا فى الليل : كأصبحوا دخلوا فى الصباح ، ثم قال فأيهم كان أنجد؟