(وإما غير تمثيل : وهو بخلافه) أى : بخلاف التمثيل ، يعنى : ما لا يكون وجهه منتزعا من متعدد. وعند السكاكى : ما لا يكون منتزعا من متعدد ، أو لا يكون وهميّا واعتباريّا ، يل يكون حقيقيّا ، فتشبيه الثريا بالعنقود المنور تمثيل عند الجمهور دون السكاكى.
(وأيضا) تقسيم آخر للتشبيه باعتبار وجهه ، وهو أنه (إما مجمل وهو ما لم يذكر وجهه ؛ فمنه) أى : فمن المجمل ما هو (ظاهر) وجهه ، أو فمن الوجه الغير المذكور ما هو ظاهر ...
______________________________________________________
(قوله : ما لا يكون وجهه منتزعا من متعدد) أى : بل كان مفردا (قوله : وعند السكاكى .. إلخ) قال فى الأطول : ظاهره أن قول المصنف وهو بخلافه بيان لغير التمثيل على المذهبين وليس بمتعيّن ، بل يمكن أن يقال : إنه بيان له على مذهب الجمهور ، ويعلم منه غير التمثيل على مذهب السكّاكى وهو ما كان وجه الشبه فيه ليس منتزعا من متعدد أو كان منتزعا ولكنه وصف حقيقىّ أى : حسىّ أو عقلىّ (قوله : ما لا يكون منتزعا من متعدد) أى : بأن كان مفردا (وقوله : أو لا يكون .. إلخ) أى : أو كان منتزعا من متعدد لكنه ليس وهميّا ولا اعتباريّا ، بل كان وصفا حقيقيّا بأن كان حسيّا أو عقليّا وتقدم أن كونه حسيّا أو عقليّا باعتبار مادته المنتزع منها ، وإلا فالهيئة الانتزاعية أمر اعتبارى لا وجود له (قوله : واعتباريّا) عطف تفسير (قوله : تمثيل عند الجمهور) أى : لأن وجه الشبه منتزع من متعدد ولا يشترط كون الوجه غير حقيقى (قوله : دون السكاكى) أى : لأن وجه الشبه وإن كان منتزعا من متعدد إلا أنه حسى فكل تمثيل عند السكاكى تمثيل عند الجمهور ، وليس كل تمثيل عند الجمهور تمثيلا عند السكاكى فبين المذهبين عموم وخصوص مطلق باعتبار الصدق (قوله : إما مجمل) سيأتى مقابله وهو المفصل بعد ذكر أقسام المجمل وكان المناسب أن يقدم المفصل ؛ لأن مفهومه وجودىّ ولأجل أن يندفع طول الفصل بين المجمل ومقابله بتقديمه (قوله : وهو ما لم يذكر وجهه) أى : ولا ما يستتبعه ، ولا بدّ من هذا لما سيأتى أن المفصل من جملة أقسامه ما لا يذكر وجهه استغناء عنه بذكر ما يستتبعه ، فلو لم يقيد هنا بما قلنا لكان