(وللاستطراف وجه آخر) غير الإبراز فى صورة الممتنع عادة (وهو أن يكون المشبه به نادر الحضور فى الذهن ؛ إما مطلقا ، كما مر) فى تشبيه فحم فيه جمر موقد (وإما عند حضور المشبه ؛ كما فى قوله : ...
______________________________________________________
(قوله : وللاستطراف) أى : المطلق لا الاستطراف فى خصوص المثال المذكور ، ولذا لم يأت بالضمير لتبادر الذهن منه إلى الاستطراف فى المثال المذكور ، والحاصل : أن الاستطراف من حيث هو له وجهان ـ الأول : إبراز المشبه فى صورة الممتنع فى الخارج.
والثانى : إبرازه فى صورة النادر الحضور فى الذهن وهما مفهومان مختلفان ، والثانى أعمّ فيلزم من كون الشىء ممتنع الحصول فى الخارج ندرة حضوره فى الذهن دون العكس ، فكلما أبرز المشبه للسامع بصورة أحدهما حصل الاستطراف (قوله : نادر الحضور فى الذهن) أى : لأن ندرة الحضور موجبة لغرابة ذلك النادر ولكل غريب لذة ، وإذا شبه غير النادر بالنادر المستطرف انتقل وصف الندرة لذلك المشبه وصار مبرزا فى صورته أى : بصفته فينجرّ الاستطراف إليه (قوله : إما مطلقا) أى : ندورا مطلقا من غير تقييد بحالة حضور المشبه فى الذهن أى : عند حضور المشبه فى الذهن وعند عدمه (قوله : كما مر فى تشبيه .. إلخ) من هذا تعلم أن الاستطراف فى تشبيه الفحم الذى فيه جمر موقد بالبحر من المسك الذى موجه الذهب له جهتان : إبراز المشبه فى صورة الممتنع وإبرازه فى صورة النادر الحضور ، ولا منافاة بين الجهتين ، وتقدم لك وجه ثالث للاستطراف فى التشبيه المذكور.
(قوله : وإما عند حضور المشبه) أى : وإما أن تكون تلك الندرة حاصلة فى المشبه به عند حضور المشبه لا مطلقا لكون المشبه به مشاهدا معتادا ، لكن مواطنه غير مواطن المشبه لكون كل منهما من واد غير وادى الآخر فيبعد حضور أحدهما فى الذهن عند حضور الآخر.
(قوله : كما فى قوله) أى : كندرة حضور المشبه به عند حضور المشبه فى قول أبى العتاهية يصف البنفسج ـ كذا فى المطول ، وفى شرح الشواهد : أن هذين البيتين لابن الرومى وقبلهما :