(كما فى تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب لإبرازه) أى : إنما استطرف المشبه فى هذا التشبيه لإبراز المشبه (فى صورة الممتنع عادة) وإن كان ممكنا عقلا ، ولا يخفى أن الممتنع عادة مستطرف غريب ...
______________________________________________________
مستحدث لم يعهد على ما يأتى ، ويحتمل أن يكون بالظاء المشالة ، وحينئذ فالمراد باستظرافه جعله ظريفا أى : جميلا حسنا بالوجه المذكور وكلام الشارح يشير إلى الأول (فقوله : أى : عد المشبه طريفا) المراد بعده طريفا جعله كذلك ، (وقوله : حديثا) بمعنى جديدا تفسير لما قبله وكذا قوله بديعا (قوله : كما فى تشبيه) أى : كالاستطراف الذى فى تشبيه .. إلخ (قوله : فحم) هو كنهر ونهر وكأمير الجمر المطفأ (قوله : فيه جمر موقد) فى القاموس : الجمر النار المتقدة ، وحينئذ فلا حاجة إلى قوله موقد ، والمراد تشبيه فحم سرت النار فيه سريانا يتوهم منه الاضطراب كاضطراب الموج (قوله : ببحر من المسك) أى : الذائب (وقوله : موجه الذهب) أى : الذائب ، وإنما قلنا المسك الذائب والذهب الذائب ؛ لأن البحر لا يتصور بصورة الجامد ووجه الشبه : هو الهيئة الحاصلة من وجود شىء مضطرب مائل إلى الحمرة فى وسط شىء أسود (قوله : لإبرازه) متعلق بمفهوم ما فإنه عبارة عن استطراف أو تشبيه والشارح جعله متعلقا بمحذوف ، حيث قال : أى : إنما استطرف .. إلخ ، وهو غير متعين ـ قاله فى الأطول.
(قوله : لإبراز المشبه) أى : مع كونه مبتذلا (قوله : فى صورة الممتنع) أى : وهو البحر من المسك الذى موجه الذهب ، والمراد بإبرازه فى صورته إبرازه بصفته حيث ألحق به ؛ لأنه لما ألحق به نقل وصفه وهو الامتناع إليه ، ولا شك أن إبراز الشىء المبتذل فى صورة الممنوع يتخيل أنه كهو ، وهذا موجب لغاية الاستطراف ؛ لأن الفحم يتخيل فيه صورة المسك الذائب وإن كان غير ذائب ، والجمر وإن لم يكن ذائبا يتخيل فيه صورة الذهب الذائب المتموج ، وإنما قلنا المسك الذائب والذهب الذائب ؛ لأن ذلك هو المشبه به كما علمت ، ومما زاد به استطراف المشبه هنا كونه شيئا تافها محتقرا أظهر فى وصف شىء رفيع لا تصل إليه الأثمان.
(قوله : وإن كان ممكنا عقلا) بأن يذوب المسك مع كثرته جدّا حتى يعد بحرا ويذاب الذهب ويجعل فيه ويكون موجا له (قوله : ولا يخفى أن الممتنع عادة) أى : صيرورة الواقع المبتذل ممتنعا عادة مستطرف (وقوله : غريب) تفسير لما قبله.