منضمة (إلى المقدار المخصوص) من الطول والعرض فقد نظر إلى عدة أشياء ، وقصد إلى هيئة حاصلة منها ، والطرفان مفردان ؛ لأن المشبه هو الثريا ، والمشبه به هو العنقود ؛ مقيدا بكونه عنقود الملاحية فى حال إخراج النور ، والتقييد لا ينافى الإفراد ، كما سيجىء إن شاء الله تعالى.
______________________________________________________
تفسير للكيفية المخصوصة وعطف التلاصق على ما قبله عطف تفسير (وقوله : ولا شديدة الافتراق) أى : بل تلك الصور متقاربة مجتمعة اجتماعا متوسطا بين التلاصق وشدة الافتراق.
(قوله : منضمة إلى المقدار المخصوص) أى : حال كون تلك الكيفية السابقة منضمة إلى مقدار كل منهما القائم بمجموعه من الطول والعرض ، ولا يقال لا حاجة لهذا مع قوله أولا الصغار المقادير ؛ لأن ذلك باعتبار كل حبة وكل نجمة ، والمراد هنا المقدار القائم بالمجموع ، وأشار الشارح بقوله : منضمة إلى تقدير متعلق الجار والمجرور ، ولك أن تجعل" إلى" بمعنى" مع" أى : حال كون تلك الكيفية مصاحبة للمقدار المخصوص ولا يحتاج حينئذ لتقدير" منضمة" لفهم الانضمام من المصاحبة ، وهذا أعنى قوله : إلى المقدار المخصوص تصريح بما علم التزاما ؛ لأن الكيفية من لوازمها مصاحبتها للمقدار ـ تأمل.
ولا يلزم على جعل قوله إلى المقدار حالا من الكيفية مجىء الحال من الحال ؛ لأن الكيفية فى الجملة الظرفية مفعول بالواسطة فصح مجىء الحال منها ـ قاله العصام ، وما اقتضاه كلامه من أن الحال لا تأتى من الحال صحيح كما هو مصرح به فى متن الكافية ، وكذلك التمييز والمفعول المطلق (قوله : فقد نظر) أى : فى وجه هذا التشبيه (قوله : إلى عدة أشياء) أى : وهى الصفات القائمة بالثريّا والعنقود من التقارن والاستدارة والصغر وإن كان ذلك بحسب المرأى والكيفية المخصوصة والمقدار المخصوص (قوله : والطرفان) أى : المشبه والمشبه به (وقوله : مفردان) أى : حسيان (قوله : مقيدا) أى : كما أن المشبه مقيد بكونه فى الصبح ، فقوله بعد والتقييد أى : فى كل من المشبه والمشبه به (قوله : لا ينافى الأفراد) أى : لأن المراد بالمفرد هنا ما ليس هيئة منتزعة