وكذلك إذا جىء بها فى مقام التأكيد بعد واو الحال لمجرد الوصل والربط دون الشرط نحو : زيد وإن كثر ماله بخيل وعمرو وإن أعطى جاها لئيم ؛ وفى غير ذلك قليلا ...
______________________________________________________
كانت إن لم تستعمل حقيقة إلا مع المستقبل ، وقد يجاب باختيار الأول إلا أن فى الكلام حذفا أى : وإن كنتم فى ريب فيما مضى واستمر ذلك الريب لوقت الخطاب فأتوا بسورة أى : فأنتم مطالبون بما يزيله وهو المعارضة المفيدة للجزم للعلم بأن المأمور بطلب المعارضة هو المرتاب فى الحين لا الذى سبق منه الريب وهو الآن مؤمن (قوله : وكذا إذا جىء بها) أى : بأن وقوله فى مقام التأكيد أى : تأكيد الحكم (قوله : بعد واو الحال) اعلم أن العامل فى هذه الحال وصف مأخوذ من الكلام أى : زيد متصف بالبخل حال كونه مفروضا كثرة ماله ، وقول بعضهم العامل فيها المشتق الذى اشتمل عليه الكلام فيه نظر ، إذ لا يطرد ذلك فقد لا يكون فى الكلام مشتق نحو : زيد وإن أساء أخوك (قوله : لمجرد الوصل) أى : وصل ما بعدها وهو الجملة الحالية بما قبلها وهو صاحبها أى : ربطه به ، ثم إن المراد أنها للوصل مع الواو لا أنها مفيدة للوصل وحدها (قوله : والربط) عطف تفسير (قوله : دون الشرط) أى : التعليق أى : وحينئذ فلا يكون ؛ لأن هذه جواب ؛ لأنه لا يكون لها جواب إلا إذا أريد بها التعليق ، وهنا قد انسلخت عن التعليق للوصل والربط ، وإذ قد علمت أن إن هذه لا تحتاج إلى جواب فهى خارجة عما نحن بصدده وهو إن الشرطية ؛ لأن جملة إن هذه حالية لا شرطية (قوله : زيد وإن كثر ماله بخيل) أى : زيد بخيل ، والحال أن ماله كثير أى : إنه بخيل فى حال كثرة ماله ، ولا شك أن هذا تأكيد للبخل ؛ لأنه إذا ثبت له البخل حال كثرة المال دل على ملازمة البخل له وأنه لا ينفك عنه (قوله : وفى غير ذلك) أى : وقد تستعمل إن فى غير الاستقبال مع كونها للشرط فى غير ما ذكر من الأمرين السابقين قليلا (قوله : كقوله) أى : قول أبى العلاء المعرى فيا وطنى إلخ : وهذا البيت من قصيدة مطلعها :
مغانى اللّوى من شخصك اليوم أطلال |
|
وفى النّوم معنى من خيالك محلال |
وبعد البيت المذكور فى الشرح :