أى : يعرض (عن الدّنيا إذا عنّ) أى : ظهر (سؤدد) أى : سيادة ... ولو برزت فى زىّ عذراء ناهد.
الزى : الهيئة ، والعذراء : البكر ، والنهود : ارتفاع الثدى (وقوله : ولست) بالضم على أنه فعل المتكلم بدليل ما قبله ؛ وهو قوله :
وإنى لصبّار على ما ينوبنى |
|
وحسبك أنّ الله أثنى على الصّبر (١) |
(بنظّار إلى جانب الغنى |
|
إذا كانت العلياء فى جانب الفقر) |
______________________________________________________
(قوله : أى يعرض) بضم الياء من أعرض أى : يعرض هذا الممدوح عن الدنيا التى فيها الراحة والنعمة بالغنى (قوله : إذا عن سؤدد) أى : إذا ظهر له سيادة ورفعة بغير تلك الدنيا والراحة والنعمة (قوله : ولو برزت) أى : ظهرت تلك الدنيا (قوله : الهيئة) أى الصفة (قوله : والنهود إلخ) أى : فالناهد واقفة الثديين ، ومعنى البيت : أن هذا الممدوح يعرض عن الدنيا طلبا للسيادة ولو كانت الدنيا على أحسن صفة تشتهى بها ؛ لأن المرأة أقوى ما تشتهى إذا كانت عذراء ناهدا ، وفى هذا البيت إطناب بنصفه الثانى وفيه إيجاز بنصفة الأول (قوله : وقوله) أى : قول المعذل بن غيلان أحد الشعراء المشهورين روى ذلك عنه الأخفش عن المبرد ومحمد بن خلف المرزبان عن الربعى ونسبه فى الدر الفريد لأبى سعيد المخزومى (قوله : بنظار) فى شرح الشواهد أن الرواية بميال خلافا لما فى التلخيص ، ونظار مبالغة فى ناظر ، وينبغى أن يكون النفى هنا واردا على المتقيد لا على القيد حتى يكون أصل النظر موجودا ، أو المراد بالصيغة هنا النسبة أى : ذى نظر أو أن المبالغة راجعة للنفى لا للمنفى أى : إن نظره إلى جانب الغنى منتف انتفاء مبالغا فيه وكلا الوجهين قيل بهما فى قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (قوله : إلى جانب الغنى) أى : إلى جهته وأراد بالغنى المال ولازمه من الراحة والنعمة وعدم النظر إلى جهة الغنى أبلغ فى التباعد من مجرد الإخبار بالترك (قوله : إذا كانت العلياء) أى : العز والرفعة (قوله : فى جانب الفقر) أراد به عدم المال ولازمه من التعب
__________________
(١) البيت لأبى سعيد المخزومى وينسب أيضا للمعذل بن عيلان ، وهو فى شرح عقود الجمان منسوب لأبى على الحسن الكاتب ١ / ٢١٨.