بالإيجاز والإطناب باعتبار كثرة حروفه وقلتها بالنسبة إلى كلام آخر مساو له) أى : لذلك الكلام (فى أصل المعنى) فيقال للأكثر حروفا إنه مطنب ، وللأقل إنه موجز (كقوله : يصدّ) ...
______________________________________________________
القوم (قوله : بالإيجاز والإطناب) أى : بالمشتق منهما بدليل قول الشارح بعد فيقال للأكثر حروفا إنه مطنب إلخ (قوله : باعتبار إلخ) الباء للسببية بخلاف الباء الأولى فى قوله : بالإيجاز فإنها للتعدية ، فاندفع ما يقال : إن فيه تعلق حرفى جر متحدى المعنى بعامل واحد (قوله : بالنسبة إلى كلام آخر إلخ) يعنى كما وصف بهما باعتبار تأدية المراد بلفظ ناقص عنه واف به وباعتبار لفظ زائد عليه لفائدة ، وقوله بالنسبة إلخ : راجع للكثرة والقلة (قوله : فيقال للأكثر حروفا إلخ) أى : وإن كان كل على التفسير الأول مساواة أو إيجازا أو إطنابا (قوله : كقوله) (١) أى : قول أبى تمام من قصيدته التى رثى بها أبا الحسين محمد بن الهيثم وأولها :
قفوا جدّدوا من عهدكم بالمعاهد |
|
وإن لم تكن تسمع لنشدات ناشد |
لقد أطرق الربع المحيل لفقدهم |
|
وبينهم إطراق ثكلان فاقد |
وأبقوا لضيف الشّوق منّى بعدهم |
|
قرى من جوى سار وطيف معاود |
إلى أن قال
يصدّ عن الدّنيا ... البيت
وبعده :
إذا المرء لم يزهد وقد صبغت له |
|
بعصفرها الدنيا فليس بزاهد |
فواكبدى الحرّى وواكبد الندى (٢) |
|
لأيامه لو كنّ غير بوائد |
وهيهات ما ريب الزمان بمخلد |
|
غريبا ولا ريب الزمان بخالد (٣) |
(قوله : يصد) بفتح أوله وكسر ثانيه ؛ لأنه هو الذى بمعنى يعرض وهو لازم ، وأما بضم الصاد فهو بمعنى يمنع الغير فهو متعد ـ كذا قرر شيخنا العدوى.
__________________
(١) الأبيات لأبى تمام يرثى بها محمد بن الهيثم ، وهى فى ديوانه ص ١١١ والتبيان ١ / ٢٤٣.
(٢) فى الأصل : النوى.
(٣) البيت لأبى تمام فى ديوانه ص ١١٢ ، وشرح عقود الجمان ١ / ٢١٨.