والاتفاق ، والباء للملابسة.
[الإطناب] :
(والإطناب : إما بالإيضاح بعد الإبهام ليرى المعنى فى صورتين مختلفتين) إحداهما مبهمة والأخرى موضحة ، وعلمان خير من علم واحد.
(أو ليتمكن فى النفس فضل تمكن) ...
______________________________________________________
على ما مر وفى بعض النسخ ، إذ مقارنة إلخ وهى لا تناسب (قوله : والاتفاق) عطف تفسير (قوله : والإطناب إما بالإيضاح إلخ) أى يحصل إما بالإيضاح إلخ ، وسيأتى مقابله فى قوله : وإما بذكر الخاص إلخ ، فذكر أمور تسعة يتحقق بها الإطناب آخرها قوله : وإما بغير ذلك ، فذكر ثمانية أمور تصريحا ، والتاسع إجمالا فيما أحال عليه ، وتقدم أن من جملة أسراره بسط الكلام حيث الإصغاء مطلوب ، وأن حقيقته أن يزاد فى الكلام على أصل المراد لفائدة ، والمراد بالإيضاح بيان شىء من الأشياء بعد إبهامه (قوله : ليرى المعنى) أى : ليرى السامع المعنى أى : ليدركه ، فالمراد بالرؤية هنا الإدراك ـ كذا فى ابن يعقوب ، وهو يقتضى أن يرى مبنى للفاعل وهو غير متعين لجواز كونه مبنيا للمفعول أى : لأجل أن يرى المتكلم المخاطب المعنى فى صورتين مختلفتين وهذا أمر مستحسن ؛ لأنه كعرض الحسناء فى لباسين (قوله : والأخرى موضحة) أى : ظاهرة وجعل الإيضاح بعد الإبهام لهذه النكتة بقطع النظر عما يلزمها من التمكن فى النفس وكمال اللذة وإلا رجعت تلك النكتة للنكتتين بعدها (قوله : وعلمان إلخ) هذا مرتبط بمحذوف ، والأصل : وإدراك الشىء من جهة الإبهام ثم من جهة التفصيل علمان ، وعلمان خير من علم واحد ، وهذا إشارة إلى ضرب مثل سائر ، وأصل هذا الكلام أن رجلا وابنه سلكا طريقا ـ فقال الرجل لابنه : يا بنى ابحث لنا عن الطريق فقال له : إنى عالم ، فقال : يا بنى علمان خير من علم واحد أى إضافة علم إلى علمك خير من استقلالك بعلمك ، ثم صار يضرب فى مدح المشاورة والبحث عن الأمور (قوله : أو ليتمكن) عطف على قوله ليرى أى : أن الإيضاح بعد الإبهام يكون ليرى السامع المعنى فى صورتين ، أو ليتمكن ذلك المعنى الموضح بعد إبهامه فى نفس السامع زيادة تمكن ، وذلك عند اقتضاء المقام