لمكان العلم بالاقتصاص.
(واطراده) أى : ويكون قوله : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) مطردا ؛ إذ الاقتصاص مطلقا سبب للحياة ، بخلاف القتل فإنه قد يكون أنفى للقتل ؛ كالذى على وجه القصاص ، وقد يكون أدعى له ؛ كالقتل ظلما.
(وخلوه عن التكرار) بخلاف قولهم فإنه يشتمل على تكرار [القتل] ، ولا يخفى أن الخالى عن التكرار أفضل من المشتمل عليه وإن لم يكن مخلا بالفصاحة.
(واستغنائه عن تقدير محذوف) بخلاف قولهم ؛ ...
______________________________________________________
بالقوة لا بالفعل (قوله : لمكان العلم بالاقتصاص) هذا علة للارتداع ومكان مصدر ميمى من كان التامة أى : وإنما ارتدع لوجود العلم بالقصاص فالقاتل إذا علم بالقصاص حين يهم بالقتل كف عنه فيسلم هو وصاحبه من القتل فصار القصاص سببا فى استمرار حياتهما (قوله : واطراده) أى : عمومه لأفراده (قوله : ولكم فى القصاص) الأولى حذف لكم ، إذ لا دخل لها فى المناظرة (قوله : مطردا) أى : عاما لكل فرد من أفراده (قوله : مطلقا) أى : فى كل وقت وفى كل فرد من أفراد المكلفين (قوله : بخلاف القتل) أى : فى قولهم القتل أنفى للقتل فإنه لا اطراد فيه ، إذ ليس كل قتل أنفى للقتل ، بل تارة يكون أنفى له وتارة يكون أدعى له وجعل كلامهم هذا غير مطرد بالنظر لظاهره وإن كان بحسب المراد منه وهو القتل قصاصا مساويا للآية فى الاطراد ، والحاصل أن ترجيح الآية على كلامهم بالاطراد فى الآية وعدمه فى كلامهم بالنظر لظاهر كلامهم ـ وهذا كاف فى الترجيح.
(قوله : بخلاف قولهم فإنه يشتمل إلخ) هذا يشعر بأن المعنى هنا متحد وهو كذلك من جهة أن كلا بمعنى إزهاق الروح وإن كان الأول على جهة القصاص ، والثانى على جهة الظلم فهو تكرار فى الجملة (قوله : أفضل من المشتمل عليه) أى : لأن التكرار من حيث إنه تكرار من عيوب الكلام (قوله : وإن لم يكن مخلا) أى : وإن لم يكن التكرار مخلّا للفصاحة والواو للمبالغة ، ويقال له واو النكاية أى : هذا إذا كان التكرار مخلّا بالفصاحة بل وإن لم يكن مخلا بها ؛ وذلك لأن الكلام الذى فيه التكرار قد يكون فصيحا كما هنا وقد يكون غير فصيح كما بين فى محله فإن قلت فى هذا التكرار