بواحد) فحصل لهم فى هذا الجنس من الحكم ـ أعنى القصاص ـ حياة عظيمة (أو) من (النوعية ؛ أى) ولكم فى القصاص نوع من الحياة ؛ وهى الحياة (الحاصلة للمقتول) أى : الذى يقصد قتله (والقاتل) أى : الذى يقصد القتل (بالارتداع) عن القتل ...
______________________________________________________
إذا قتل واحد شخصا قتلوا القاتل وقتلوا عصبته ، فلما شرع القصاص الذى هو قتل القاتل فقط كان فى القصاص حياة لأولياء القاتل ؛ لأن القاتل إذا قتل وحده كان فيه حياة عظيمة لأصحابه بعدم قتلهم معه ، وكذا له بسبب اشتراط الكفاءة ، وأما قبل مشروعيته واتباع ما كانت عليه العرب من قتل الجماعة بالواحد كان فيه إماتة عظيمة ؛ لأنه إذا قتل واحد قتل فيه هو وأصحابه ففيه إماتة لأصحابه (قوله : بواحد) أى : بسبب قتل مقتول واحد قتله قاتل واحد (قوله : فحصل لهم) أى : للجماعة الذين كانوا يقتلون وهم أولياء القاتل ، (وقوله : فى هذا الجنس) فى سببية ، (وقوله : من الحكم) أى : المحكوم به بيان لهذا الجنس ، (وقوله : أعنى) أى : بالحكم ، وقوله حياة : فاعل حصل ، والمعنى فحصل لأولياء القاتل حياة عظيمة بسبب القصاص ، ويصح أن يراد بالجنس مطلق الحياة ، وقوله : من الحكم من فيه تعليلية ، وقوله : أعنى أى : بالحكم ، وحينئذ فالمعنى فحصل لهم حياة عظيمة من مطلق الحياة من أجل القصاص ، وعليه ففى بمعنى من ـ كذا قرر شيخنا العدوى.
(قوله : أو من النوعية) أشار بتقدير من إلى أن قول المصنف : أو النوعية عطف على التعظيم لا يقال : إن الحياة العظيمة نوع من الحياة ، وحينئذ فلا تصح المقابلة فى كلام المصنف ؛ لأنا نقول حيثية النوعية غير حيثية التعظيم وإن كانت الحياة العظيمة نوعا ، والحاصل أن الحياة العظيمة وإن كانت نوعا إلا أن نوعيتها حاصلة غير مقصودة فصحت المقابلة بهذا الاعتبار (قوله : نوع من الحياة) إنما قال : نوع ؛ لأن هذا ليس حياة حقيقة بل المراد بقاؤها واستمرارها فهو نوع من الحياة لا حقيقة الحياة بمعنى ابتدائها بعد عدم (قوله : الحاصلة) هو فى كلام المصنف بالجر صفة للنوعية والشارح غير إعراب المصنف كما ترى إلا أن يقال : إن قول الشارح وهى الحياة حل معنى لا حل إعراب (قوله : أى الذى يقصد قتله) أشار الشارح بهذا إلى أن مراد المصنف بالمقتول المقتول بالقوة لا بالفعل ؛ لأنه لم يحصل له حياة (قوله : أى الذى يقصد القتل) أى : فهو قاتل