فإنها لا تقع حالا ألبتة ، لا مع الواو ، ولا بدونها.
(وإلا) عطف على قوله : [إن خلت] ؛ ...
______________________________________________________
أى : وهى الخبرية ، (وقوله : فى الجملة) الأولى أن يقول : ولو فى الجملة أى : فى بعض الأحوال ، وإنما زاد ذلك لتدخل الجملة المصدرة بالمضارع المثبت ، فإنه يصح وقوعها حالا فى بعض الأحوال وهو ما إذا احتوت على ضمير ذى الحال إن قلت الجملة فى قوله : وكل جملة مقيدة بالخلو عن الضمير ، فكيف تدخل المصدرة بالمضارع المثبت مع أن صلاحيتها عند اشتمالها على الضمير قلت : المراد أنها إذا جعلت غير خالية عنه ، بل مشتملة عليه صلحت لذلك ـ تأمل.
(قوله : فإنها لا تقع حالا ألبتة) أى : إلا بتقدير قول يتعلق بها ، فإذا قلت : جاء زيد هل ترى فارسا يشبهه ـ لم يصح أن تكون جملة هل ترى إلخ : حالا إلا بتقدير مقولا فيه هل ترى إلخ ؛ لأن الحال كالنعت وهو لا يكون إنشاء ، إن قلت : هو كالخبر أيضا والخبر يكون إنشاء على الأصح ، قلت : غلب شبهه بالنعت ؛ لأنه قيد والقيود ثابتة باقية مع ما قيد بها ، والإنشاء ليس كذلك ، بل يوجد باللفظ ويزول بزواله وتوضيحه كما قال البعض ، وإنما امتنع وقوع الإنشائية حالا ؛ لأن الغرض من الحال تخصيص وقوع مضمون عاملها بوقت حصول مضمونها ، فيجب أن يكون مضمونها حاصلا ، وهذا إنما يظهر فى الخبرية دون الإنشائية ؛ لأن الإنشائية إما طلبية كاضرب أو إيقاعية نحو : بعت واشتريت بالاستقراء ، والمقصود من الأول مجرد الطلب سواء وقع مضمونها أو لا ، ومن الثانية الإيقاع ، وأيا ما كان فلا يصح أن يقيد مضمون العامل الحاصل بالفعل بطلب شىء لم يقع أو بإيقاع شىء لم يقع ، إذ لا معنى لتقييد ما وقع بما لم يقع ، إذ لا بد فى القيد أن يكون واقعا كالمقيد ، واعلم أن الجملة الشرطية كالإنشائية فى أنها لا تقع حالا ؛ وذلك لأنها لتصدرها بالحرف المقتضى للصدارة لا تكاد ترتبط بشىء قبلها إلا إذا كان ما قبلها له مزيد اقتضاء للارتباط بما بعده : كالمبتدأ أو المنعوت ، بخلاف صاحب الحال فإنه ليس له مزيد اقتضاء لها ؛ لأنها فضلة تنقطع عنه فقولك أكرم العالم وإن أساء : ليس إن أساء فيه حالا ، بل كلام مستأنف وجواب الشرط محذوف ، وزعم بعضهم أنه حال