(ولصاحب علم المعانى فضل احتياج إلى معرفة الجامع) لأن معظم أبوابه الفصل والوصل ، وهو مبنى على الجامع (لا سيما) الجامع (الخيالى ؛ فإن جمعه على مجرى الإلف والعادة) ...
______________________________________________________
لا تنفك ، والمراد بالوضوح عدم غيبتها عن الخيال ، وفيه أن الترتب والوضوح بهذا المعنى متلازمان ؛ وذلك لأن الصور المقترنة فى الخيال بعد فرض تقارنها لا تنفك فى ذلك الخيال فوضوحها فى خيال يقتضى عدم انفكاكها فيه ، وحينئذ فلا يكون لاختلاف التفسيرين فائدة لصحة أن يفسر كل منهما بما ذكر للآخر ، بل لا وجه لذكرهما معا لإغناء أحدهما عن الآخر ، فلعل الأولى أن يفسر الترتب بأن يكون حضور الصور على وجه مخصوص لا يكون فى آخر كذلك ، فالخيالات قد تشترك فى وضوح تلك الصور فيها ، لكن ترتبها فى بعض الخيالات خلاف ترتبها فى غير ذلك البعض ، فقد اختلف الترتب مع الوضوح بهذا الاعتبار.
(قوله : ولصاحب علم المعانى فضل احتياج) أى : زيادة احتياج أى حاجة أكيدة ، فهو من إضافة الصفة للموصوف ، وقصد المصنف بهذا حث صاحب هذا العلم على معرفة جزئيات الجامع الواقعة فى التركيب فى مقام الفصل والوصل ، وبهذا اندفع ما يقال : إن صاحب هذا العلم يعرف أن الجامع العقلى أمور ثلاثة ، والوهمى ثلاثة والخيالى واحد ، فلا معنى لحثه على معرفتها ، وإنما الذى يحث على معرفتها طالب هذا العلم ، فكان الأولى للمصنف أن يقول : ولطالب علم المعانى (قوله : لأن معظم أبوابه إلخ) هذا الكلام على وجه المبالغة ، والمعنى المراد أن علم المعانى معياره باب الفصل والوصل ، بمعنى أن من أدركه كما ينبغى لم يصعب عليه شىء من سائر الأبواب بخلاف العكس ، أو المراد بالمعظم الأصعب ـ كما قرره بعضهم.
(قوله : وهو مبنى على الجامع) أى : وجودا وعدما أى : وإذا كان باب الفصل والوصل بمنزلة كل أبواب علم المعانى لسهولة إتقانها عن إتقانه ، وهذا الباب مبنى على الجامع تأكدت حاجة صاحب هذا العلم إلى معرفة الجامع (قوله : لا سيما الجامع الخيالى) أى : لا مثل الجامع الخيالى موجود فى التأكيد بمعنى : أنه أوكد أنواع الجامع الثلاثة. (قوله : فإن جمعه) أى : فإن الجمع بسببه ، وهذا علة لقوله لا سيما إلخ (قوله : على مجرى الإلف)