فإن الوهم يبرزهما فى معرض المثلين) من جهة أنه يسبق إلى الوهم أنهما نوع واحد ؛ زيد فى أحدهما عارض ، بخلاف العقل فإنه يعرف أنهما نوعان متباينان داخلان تحت جنس هو اللون. (ولذلك) ...
______________________________________________________
ولا متضادين ؛ لأنهما الأمران الوجوديان اللذان بينهما غاية الخلاف ، فإن لم توجد غاية الخلاف كما فى البياض والصفرة باعتبار ما عند الوهم فلا يكونان ضدين (قوله : فإن الوهم إلخ) أى : وإنما كان بين البياض والصفرة شبه تماثل ؛ لأن الوهم أى : القوة الواهمة (قوله : يبرزهما) أى : يظهر اللونين المذكورين (قوله : فى معرض) أى : فى صفة أو فى حال المثلين وقد سبق أن المثلين وهما الأمران المشتركان فى الحقيقة النوعية المختلفان بالعوارض يرجعان إلى المتحدين بتجريد العقل لهما عن العوارض المشخصة فى الخارج ، ومعرض بوزن مسجد وهو فى الأصل مكان عروض الشىء (قوله : من جهة أنه يسبق إلى الوهم) أى : لعدم غاية الخلاف بينهما ، (وقوله : زيد فى أحدهما عارض) إن جعل ذلك الأحد الصفرة ، فالعارض الكدرة وإن جعل البياض ، فالعارض الإشراق والصفاء فذلك الأحد غير معين ، بل هو محتمل كما هو المستفاد من كلام عبد الحكيم ، والمستفاد من غيره أن ذلك الأحد المزيد عليه معين وهو الصفرة ، والزائد عليه العارض الذى لا يخرجه عن حقيقته هو الكدرة وهو المتبادر من كلام الشارح ، والحاصل أن الوهم يدعى أن أصل الصفرة بياض زيد فيه شىء يسير من الكدرة لا تخرجه عن حقيقته ، أو أن البياض أصله صفرة زيد فيه شىء يسير من الإشراق لا يخرجه عن حقيقته ، وسبب ادعاء الوهم ذلك أن الأضداد تتفاوت والبياض والصفرة ولو كانا ضدين ، لكن ليس بينهما من الضدية ما بين البياض والسواد ، بل بينهما كما بين السواد والحمرة فيسبق إلى الوهم أنهما فى الحقيقة شىء واحد ، فيحتال على الجمع بينهما عند المفكرة كالمثلين ، وإذا حكم العقل بهذا فهو بالتبع للوهم ، وإلا فهو عند الملاحظة الحقيقية يحكم بأنهما نوعان متباينان داخلان تحت جنس هو اللون ، فيجوز أن يقال ـ على هذا : هذا الأصفر حسن وذلك الأبيض أحسن منه لوجود الجامع ، فإن قلت فهل يمتنع العطف عند الملاحظة العقلية ، أو يجوز تغليبا للملاحظة الوهمية مطلقا؟ قلت : الأقرب الجواز عند