كإدراك الشاة معنى فى الذئب. وبالخيال : القوة التى تجتمع فيها صور المحسوسات وتبقى فيها بعد غيبتها عن الحس المشترك ؛ وهو القوة التى تتأدى إليها صور المحسوسات من طرق الحواس الظاهرة. وبالمفكرة : القوة التى من شأنها التفصيل والتركيب بين الصور ...
______________________________________________________
تصل إليها من طرق الحواس وهذه زيادة توضيح ؛ لأن المعانى عبارة عما يقابل الصور ، والمتأدى بالحواس هو الصور ، فالمسموعات والمشمومات والمذوقات والملموسات داخلة فى الصور لا فى المعانى ، وليس المراد بالصور خصوص المبصرات وبالمعانى ما عداها حتى يدخل فيها ما ذكر (قوله : كإدراك الشاة) أى : كقوة إدراك الشاة أى : كالقوة التى تدرك بها الشاة معنى فى الذئب وهو الإيذاء والعداوة ، فالعداوة التى فى الذئب معنى جزئى تدركه الشاة بالواهمة ولم يتأد إليها من حاسة ظاهرة لا من السمع ، ولا من البصر ، ولا من الشم ، ولا من الذوق ، ولا من اللمس.
(قوله : التى تجتمع فيها إلخ) أى : فهى خزانة للحس المشترك وليست مدركة (قوله : وتبقى) أى : تلك الصور والمحسوسات ، (وقوله : فيها) أى : فى تلك القوة الخيالية ، فمتى التفت إليها الحس المشترك بعد غيبتها عنه وجدها حاصلة فى الخيال الذى هو خزانته فالحس المشترك هو المدرك للصور والخيال قوة ترسم فيه تلك الصور فهو خزانة له (قوله : وهو) أى : الحس المشترك القوة التى تتأدى أى : تصل إليها صور المحسوسات من طرق الحواس الظاهرة فهو كحوض يصب فيه من أنابيب خمسة هى الحواس الخمس : السمع والبصر والشم والذوق واللمس (قوله : التى من شأنها التفصيل والتركيب إلخ) أى : أن شأن تلك القوة تركيب الصور المحسوسة التى تأخذها من الحس المشترك ، وتركب بعضها مع بعض كتركيب رأس الحمار على جثة إنسان وإثبات إنسان له جناحان أو رأسان ، وشأنها أيضا تركيب المعانى التى تأخذها من الوهم مع الصور التى تأخذها من الحس المشترك بأن تثبت تلك المعانى لتلك الصور ، ولو على وجه لا يصح : كإثبات العداوة للحمار ، والعشق للحجر ، والضحك للإنسان ، وشأنها أيضا تفصيل الصور عن المعانى بنفيها عنها ، وتفصيل الصور بعضها عن بعض ، ومثال