ما يجمعهما عند القوة المفكرة جمعا من جهة العقل ؛ وهو الجامع العقلى ، أو من جهة الوهم ؛ وهو الجامع الوهمى ، أو من جهة الخيال ؛ وهو الجامع الخيالى.
والمراد بالعقل : القوة ...
______________________________________________________
حيث أجزاؤهما لا من حيث ذاتهما كما هو ظاهره ، (وقوله : عند القوة المفكرة) أى : فيها فهى عندية مجازية ، وإنما كان الجمع فى المفكرة ؛ لأن الجمع من باب التركيب وهو شأنها (قوله : ما يجمعهما) أى : جامع يجمعهما كالاتحاد والتماثل والتضايف (قوله : جمعا من جهة العقل) أى : جمعا ناشئا من جهته وذلك بأن يتحيل العقل بسبب ذلك الجامع على جمعهما فى المفكرة (قوله : وهو) أى : ذلك الجامع الذى يجمع العقل بين الجملتين بسببه فى القوة المفكرة الجامع العقلى أى : وليس المراد به ما يدركه العقل من المعانى الكلية (قوله : أو من جهة الوهم) عطف على قوله : من جهة العقل ، فالجامع الوهمى عبارة عن أمر يجمع بين الشيئين فى القوة المفكرة جمعا ناشئا من جهة الوهم ، وذلك بأن يتخيل بسبب ذلك الجامع على جمعهما فى المفكرة ، وذلك كشبه التماثل والتضاد على ما يأتى ، وليس المراد بالجامع الوهمى ما يدرك بالوهم من المعانى الجزئية الموجودة فى المحسوسات على ما يأتى.
(قوله : أو من جهة الخيال) عطف على قوله : من جهة العقل ، فالجامع الخيالى عبارة عن أمر يجمع بين الشيئين فى القوة المفكرة جمعا ناشئا من جهة الخيال ؛ وذلك بأن يتحيل الخيال بسبب ذلك الأمر : كالاقتران فيه على الجمع بينهما فى القوة المفكرة ، وليس المراد بالجامع مع الخيالى ما يجتمع فى الخيال من صور المحسوسات على ما يأتى (قوله : وهو الجامع الخيالى) لم يجر هنا على سنن ما قبله حيث نسب الجامع سابقا للقوة المدركة وهى الواهمة لا لخزانتها وهى الحافظة ، وهنا نسبه لخزانة القوة المدركة ؛ وذلك لأن الخيال خزانة للحس المشترك كما يأتى ، ولعل ذلك لاستثقال النسبة للحس المشترك حيث يقال : حسى أو لئلا يتوهم أن المراد الحس الظاهر : كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس (قوله : والمراد إلخ) هذا شروع فى بيان القوى الباطنية المدركة كما زعم الحكماء وهى أربعة القوة الواهمة ، والقوة العقلية ، وقوة الحس المشترك ، والقوة المفكرة ، وحاصل القول فيها أن القوة العاقلة على ما زعموا قوة قائمة بالنفس أو بالقلب