أى : أقيموا نقاتل ؛ لأن موت كل نفس يجرى بقدر الله تعالى ، لا الجبن ينجيه ، ولا الإقدام يرديه ؛ لم يعطف [نزاولها] على [أرسوا] لأنه خبر لفظا ومعنى ، ...
______________________________________________________
أى الشخص الذى يكون واحدا فى زمانه هو من كان ناشئا ، أى كالناشئ من الكد والأسفار (قوله : أى أقيموا نقاتل) أى قال رائد القوم ومقدمهم : " أقيموا نقاتل ولا يمنعكم من محاولة إقامة الحرب خوف الحتف وهو الموت ؛ لأن موت إلخ" وهذا المعنى الذى ذكره مبنى على أن ضمير نزاولها للحرب ، وقيل الضمير للسفينة ، والمعنى : قال أميرهم الذى قام بتدبيرهم للملاحين أرسوا كى نزاولها ، ونقوم بتدبير أخذ رجالها ، والاستيلاء على نفائس أموالها ، ولا نخاف من كثرة عددهم فكل حتف امرئ يجرى بمقدار ، أى بقدر الله وقضائه ، واقتصر الشارح على الاحتمال الأول ؛ لأنه أظهر ؛ لأن مناسبة المصراع الثانى للأول ظاهرة فيه.
(قوله : لأن موت كل نفس إلخ) أشار بإدخال كل على نفس إلى أن دخولها على حتف فى كلام الشاعر باعتبار العموم فى المضاف إليه ؛ لأن النكرة فى سياق الإثبات قد تعم لا باعتباره فى نفسه ؛ لأن كل إنما تضاف لمتعدد ولا تعدد فى الحتف بالنسبة لكل أحد حتى تدخل كل عليه ، وأما قول بعضهم : إدخال الشاعر كل على الحتف ، باعتبار تعدد أسبابه من كونه بالمرض ، وبالسيف وبالرمح ، وغيرها ، المناسب لمقام الحرب حيث يأتى فيه أسباب الموت من السيف والرمح ونحوهما ، من كل جانب فلا يفيد ما لم يعتبر العموم فى امرئ بمعونة المقام ، والمعنى : فكل حتف كل امرئ على التوزيع ولا يخفى ما فى هذا من كثرة الكلفة التى لا حاجة إليها ، أفاده عبد الحكيم وفى سم أن جعل الشارح لفظة" كل" داخلة على نفس دون موت عكس ما فى كلام الشاعر إشارة إلى أن كلام الشاعر محمول على القلب ، إذ لا تعدد فى الحتف بالنسبة لكل أحد حتى تدخل كل عليه (قوله يجرى بقدر الله) أى بقضائه ، سواء باشر الشخص الحرب أو لا ، وأشار الشارح إلى أن مقدار فى كلام الشاعر مصدر بمعنى القدر (قوله لا الجبن ينجيه) أى لا الجبن ينجى منه حتى يرتكب.
(قوله : ولا الإقدام يرديه) بفتح الراء وتشديد الدال أى يوقعه فى الرّدى والهلاك ، حتى يجتنب ، ويصح سكون الراء وكسر الدال أى : يهلكه (قوله : لم يعطف إلخ)