[الفصل لكمال الانقطاع] :
(أما كمال الانقطاع) بين الجملتين (فلاختلافهما خبرا وإنشاء ، لفظا ومعنى) بأن تكون إحداهما خبرا لفظا ومعنى ، والأخرى إنشاء لفظا ومعنى (نحو : وقال رائدهم) هو الذى يتقدم القوم لطلب الماء والكلأ (أرسوا) أقيموا ؛ من أرسيت السفينة : حبستها بالمرساة ...
______________________________________________________
[الفصل لكمال الانقطاع] :
(قوله : أما كمال الانقطاع) أى الذى يقتضى ترك العطف بالواو ؛ لاقتضائها المناسبة المنافية لكمال الانقطاع (قوله : فلاختلافهما) أى فيتحقق عند الاختلاف المذكور من تحقق الكلى فى الجزئى ، فيلاحظ كمال الانقطاع أمرا كليا ، والاختلاف المذكور جزئيا له ، فاندفع ما يقال : إن كمال الانقطاع هو الاختلاف المذكور لا غيره.
(قوله : خبرا وإنشاء) منصوبان على التمييز ، أو على الخبرية للكون المحذوف ، أى لاختلافهما فى كون إحداهما خبرا والأخرى إنشاء ، وقوله لفظا ومعنى منصوبان على نزع الخافض (قوله : بأن تكون إحداهما إلخ) قصر الشارح كلام المصنف على صورتين ، وهما ما إذا كانت الأولى خبرية لفظا ومعنى والثانية إنشائية لفظا ومعنى ، وبالعكس وهذا القصر إنما جاء من جعل قوله لفظا ومعنى راجعا لكل من قوله" خبرا وإنشاء" مع أن مدلول هذه العبارة التى ذكرها المصنف يشمل أربع صور : الصورتين المذكورتين ، وما إذا كانت الأولى خبرية لفظا إنشائية معنى ، والثانية إنشائية لفظا خبرية معنى ، والعكس وحينئذ فلا معنى لتخصيصها باثنين منها كذا ذكر ابن السبكى فى عروس الأفراح (قوله : نحو وقال رائدهم إلخ) نسبه سيبويه للأخطل ، وقال فى شرح الشواهد لم أره فى ديوانه (قوله : لطلب الماء والكلأ) أى لأجل نزولهم عليه وهذا تفسير للرائد بحسب الأصل والمراد به هنا عريف القوم ، أى الشجاع المقدام منهم (قوله : أى أقيموا) يعنى بهذا المكان المناسب للحرب (قوله : من أرسيت) أى مأخوذ من أرسيت السفينة : حبستها يعنى فى البحر وقوله : بالمرساة هى بكسر الميم حديدة تلقى فى الماء متصلة بالسفينة فتقف ، وأما بفتح الميم فهى البقعة التى ترسى فيها السفينة ويؤخذ من