وهو السبب فى صعوبة باب الفصل والوصل حتى حصر بعضهم البلاغة فى معرفة الفصل والوصل.
[الفصل لعدم الاشتراك فى القيد] :
(وإلا) أى : وإن لم يقصد ربط الثانية بالأولى ...
______________________________________________________
الجامع يتوقف على معرفة : هل بين الجملتين كمال الانقطاع أو كمال الاتصال أو شبه كل منهما أو التوسط بينهما؟ فإذا عرف أن بين الجملتين التوسط بين الكمالين أو كمال الانقطاع مع الإيهام ، وصل لوجود الجامع بينهما وإلا فلا لعدم وجوده ، ولا شك أن معرفة أن بين الجملتين شيئا من هذه الأمور خفية جدا ، لا يدركها إلا ذوق سليم ، وفهم مستقيم كعلماء المعانى ، والحاصل أن المقصود من العطف بالواو فى هذه الحالة ـ أعنى كون الأولى لا محل لها ـ النص على اجتماع الجملتين فى الواقع ولا يحسن ذلك إلا إذا كان بين الجملتين جامع وهو التوسط بين الكمالين ، أو كمال الانقطاع مع الإيهام ، وإلا فلا يحسن لعدم وجود الجامع بينهما حينئذ.
(قوله : وهو) أى ما ذكر من الخفاء والإشكال (قوله : السبب فى صعوبة باب الفصل والوصل) أى صعوبة معرفة مسائل باب الفصل والوصل. (قوله : حتى حصر إلخ) غاية للصعوبة ، ومراد هذا القائل التنبيه على دقة هذا الباب وصعوبته ، وليس مراده الحصر حقيقة ، وقال اليعقوبى : معنى الحصر : أن فى قوة مدركه الصلاحية لإدراك ما سواه ، والمراد بذلك البعض الحاصر أبو على الفارسى.
[الفصل لعدم الاشتراك فى القيد] :
(قوله : أى وإن لم يقصد ربط الثانية بالأولى على معنى عاطف سوى الواو) هذا صادق بصورتين.
إحداهما ألّا يقصد ربط أصلا ؛ وذلك بألّا يراد اجتماعهما فى الحصول الخارجى كما إذا أخبر بجملة ثم تركت فى زوايا الإهمال فأخبر بأخرى ، كقولك" زيد قائم" ثم أضربت عنها فقلت" بل عمرو قاعد" وهذه الصورة تعين الفصل فيها ظاهر فى الأحوال الستة الآتية ، ولذا لم يتعرض لها فى الجواب.