أنا أفعل كذا أيها الرجل) فقولنا : أيها الرجل ...
______________________________________________________
أو بالعلمية فمثال كون الدال على التخصيص المذكور صورة المنادى قولك : أنا أفعل كذا أيها الرجل ، ومثال المعرف بأل قولك : نحن العرب أسخى من بذل ، ومثال الإضافة نحو قوله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ (١) :" نحن معاشر الأنبياء لا نورث" ، ومثال العلمية كقوله :
بنا تميما يكشف الضّباب
والدلالة على التخصيص المذكور بذى العلمية نادر فى كلامهم ، ثم إن الغرض من الاختصاص إما الافتخار كما إذا تضمن التخصيص بذلك الحكم الترفع كما فى قولك : نحن العرب أقرى الناس للضيف ، ونحو : علىّ أيها الجواد يعتمد الفقير ، أو المسكنة والتواضع كما فى قولك : أنا أيها المسكين أطلب المعروف ، ونحو : إنى أيها العبد فقير إلى الله ، أو مجرد تأكيد مدلول الضمير كقولك : أنا أيها الرجل أتكلم فيما يتعلق بمصالحى (قوله : أنا أفعل كذا أيها الرجل) أنا مبتدأ وجملة : أفعل كذا : خبره ، وأى : مبنى على الضم فى محل نصب مفعول لمحذوف وجوبا أى : أخص ، والرجل بالرفع نعت ، باعتبار لفظها ، والجملة فى محل نصب على الحال ، واعلم أنك إذا قلت : يأيها الرجل كانت بالطلب الإقبال ، وأيها : منادى مبنى على الضم فى محل نصب ، والرجل : نعت لأى : وفى الحقيقة هو المنادى وأى : وصلة لندائه ومفيدة لتخصيص المنادى بطلب الإقبال الذى استفيد من يا فإذا قلت : أنا أكرم الضيف أيها الرجل كان معناه : أنا أكرم الضيف فى حال كونى مختصا من بين أفراد الرجال بإكرام الضيف ، فقولك : أيها الرجل
__________________
(١) الحديث متفق عليه بلفظ" لا نورث ما تركناه صدقة" أما بهذا اللفظ ، فقد قال الحافظ ابن حجر فى الفتح (١٢ / ٨٠) ، : " وقد أنكره جماعة من الأئمة ، وهو كذلك بالنسبة لخصوص لفظ" نحن" ، لكن أخرجه النسائى من طريق ابن عيينة عن أبى الزناد بلفظ : " إنا معشر الأنبياء لا نورث .." الحديث أخرجه عن محمد بن منصور عن ابن عيينة عنه ، وهو كذلك فى مسند الحميدى عن ابن عيينة ، وهو من أتقن أصحاب ابن عيينة فيه ، وأورده الهيثم بن كليب فى مسنده من حديث أبى بكر الصديق باللفظ المذكور ، وأخرجه الطبرانى فى الأوسط بنحو اللفظ المذكور ، وأخرجه الدارقطنى فى" العلل" من رواية أم هانئ عن فاطمة عن أبى بكر الصديق بلفظ : " إن الأنبياء لا يورثون".