لفظا أو تقديرا (وقد تستعمل صيغته) أى : صيغة النداء فى غير معناه وهو طلب
الإقبال (كالإغراء فى قولك لمن أقبل يتظلم : يا مظلوم) قصدا إلى إغرائه وحثه على
زيادة التظلم وبث الشكوى لأن الإقبال حاصل.
(والاختصاص فى
قولهم : ...
______________________________________________________
(قوله : لفظا أو تقديرا) أى : حالة كون ذلك الحرف ملفوظا به كيازيد أو مقدرا نحو
: (يُوسُفُ أَعْرِضْ
عَنْ هذا) (قوله : أى صيغة النداء) من إضافة الدال للمدلول (قوله : فى غير معناه) أى : الأصلى فيكون استعمال صيغته فى ذلك الغير مجازا ،
واعلم أن بيان حقيقة النداء وظيفة لغوية ومجازاته بيانية ونكات اختيار الحقيقة ، أو
مجاز من مجازاته وظيفة هذا العلم ، وقد خلا عنه هذا المبحث. اه أطول.
(قوله : وهو طلب الإقبال) أى : الطلب المتقدم فالإضافة للعهد وهذا بيان لمعناه
الأصلى (قوله : كالإغراء) هو الحث على لزوم الشىء وهذا بيان لغير معناه (قوله : لمن أقبل) أى : إليك أو إلى من حضر معك (قوله : يتظلم) حال من فاعل أقبل أى : مظهرا لظلم أحد له وبث الشكوى به.
(قوله : قصدا) حال من الكاف فى قولك أى : كقولك هذا اللفظ حال كونك
قاصدا به إغراءه (قوله : وحثه على زيادة التظلم) تفسير لإغرائه والتظلم هو الشكاية من الظلم وعبر
بالزيادة ؛ لأن أصل التظلم حاصل منه (قوله : الشكوى) يقال شكوت فلانا شكوة وشكوى وشكاية إذا أخبرت عنه بسوء
فهو مشكى ومشكو (قوله : لأن الإقبال حاصل) علة لمحذوف أى : ولست قاصدا بقولك يا مظلوم طلب إقباله
؛ لأن الإقبال حاصل والحاصل لا يحصل ، والحاصل أن قولك : يا مظلوم لمن جاء يتظلم
ليس المراد به طلب الإقبال لكونه حاصلا ، وإنما الغرض به إغراء ذلك المتظلم على
زيادة التظلم وبث الشكوى ، وحينئذ فاللفظ الموضوع لطلب إقبال المخاطب على المتكلم
مستعمل فى طلب إقباله على الأمر الذى يناديه له على جهة المجاز المرسل والعلاقة
الإطلاق والتقييد (قوله : والاختصاص) هو فى الأصل : قصر الشىء على الشىء ، وفى الاصطلاح : تخصيص
حكم علق بضمير باسم ظاهر صورته صورة منادى ، أو معروف بأل ، أو بالإضافة
__________________