(والتمنى ، نحو :
ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلى) |
|
بصبح وما الإصباح منك بأمثل (١) |
إذ ليس الغرض طلب الانجلاء من الليل ؛ إذ ليس ذلك ...
______________________________________________________
يخاطب بها من هو بصدد أن يتوهم أن أحد الطرفين المذكورين فى محلهما من الفعل ومقابله أرجح من الآخر وأنفع منه ، فيدفع ذلك ويسوى بينهما ، والأقرب كما قال العلامة اليعقوبى أن الصيغة فى التسوية إخبار دون الإباحة ، ويحتمل أنها لإنشاء التسوية والإخبار بالإباحة على بعد (قوله : والتمنى) أى : تستعمل صيغة الأمر فى التمنى وهو طلب الأمر المحبوب الذى لا طماعية فيه ، والعلاقة بين الأمر وبينه الإطلاق والتقييد ؛ لأن الأمر طلب على وجه الاستعلاء فأطلق عن قيده ، ثم قيد بالمحبوب الذى لا طماعية فيه أو السببية ؛ لأن طلب وجود الشىء الذى لا إمكان له سبب فى تمنيه (قوله : نحو ألا أيها إلخ) هذا البيت من معلقة امرئ القيس المشهورة التى أولها قفا نبك إلخ ، وقبل البيت المذكور :
وليل كموج البحر أرخى سدوله |
|
علىّ بأنواع الهموم ليبتلى |
فقلت له لما تمطّى بصلبه |
|
وأردف أعجازا وناء بكلكل |
ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلى |
|
بصبح وما الإصباح منك بأمثل |
فيا لك من ليل كأنّ نجومه |
|
بكل مغار الفتل شدّت بيذبل. |
(قوله : ألا انجلى) الياء فيه ثابتة لإشباع الكسرة ، لا أنها من أصل الكلمة كقوله : ألم يأتيك والأنباء تنمى.
كذا ذكر بعضهم ، وفى الأطول : لا يبعد أن يقال الياء ترد لما هو أصل ، إذ الضرورة ترد الكلمة إلى أصلها وليست للإشباع ، وإلا لما رسمت ، وقال بعض الأفاضل : الياء فى انجلى ثابتة فى كل النسخ لكن ليست للإشباع ، بل ياء الفاعلة ، وحينئذ ، فالمراد من الليل الليلة ولو كانت للإشباع ما رسمت وربما كان فى قول الشارح ولاستطالته تلك
__________________
(١) البيت من الطويل ؛ وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٨ ، والأزهية ص ٢٧١ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، ولسان العرب شلل ، وبلا نسبة فى جواهر الأدب ص ٧٨. ص ٧٨.