وهو ما ظهر على يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الآيات والبينات من الكتاب المعجز ، وغيره فلم يذكروا وأعرضوا عنه.
(ومنها) أى : من أنواع الطلب (الأمر) ...
______________________________________________________
يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ)(١) ، ثم قال : يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام ، وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره ، والذى ذهب إليه ابن مسعود أن المراد بالدخان فى الآية ما يرى فى السماء عند الجوع كهيئة الدخان قال : لأنه عليهالسلام لما دعا قريشا فكذبوه واستعصوا عليه قال اللهم أعنّى عليهم بسبع كسبع يوسف ، وفى رواية : اللهم أجعل عليهم سنينا كسنى يوسف ، فأخذتهم سنة حصت كل شىء أكلوا فيها الجلود والميتة من الجوع ، وينظر أحدهم إلى السماء فينظر كهيئة الدخان ، وفى رواية : كان إذا كلم أحد آخر فلا يراه ، فقام أبو سفيان فقال : يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم ، وإن قومك قد هلكوا ، فادع الله لهم فأنزل الله ـ عزوجل ـ (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) إلى قوله : (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) (قوله : وهو) أى : ذلك الأعظم والأدخل (قوله : وأعرضوا عنه) أى : وحينئذ فالذكرى بعيدة جدا.
[ومن أنواع الطلب : الأمر] :
(قوله : الأمر) اعلم أنه إذا أريد به النوع من الكلام كما هنا جمع على أوامر ، وإذا أريد به الفعل جمع على أمور ومن إرادة الفعل به قوله تعالى : (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)(٢) أى : فى الفعل الذى تعزم عليه وهو حقيقة فى القول المخصوص مجاز فى الفعل ، وقيل مشترك لفظى فيهما ، وقيل معنوى وأنه موضوع للقدر المشترك بينهما ، والمناسب أن يراد بالأمر هنا الأمر اللفظى ؛ لأن الكلام فى الإنشاء وهو لفظى لا الأمر النفسى على ما عند الأصوليين ، ولا ينافى هذا قول المصنف بعد وصيغته ؛ لأن الإضافة بيانية ـ كذا قرر شيخنا العدوى.
__________________
(١) الدخان : ١٠.
(٢) آل عمران : ١٥٩.