كما فى فعل المشيئة) والإرادة ، ونحوهما إذا وقع شرطا فإن الجواب يدل عليه ويبينه لكنه إنما يحذف (ما لم يكن تعلقه به) أى تعلق المشيئة بالمفعول (غريبا نحو : (فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)) (١) أى : لو شاء الله هدايتكم لهداكم أجمعين فإنه لما قيل : (فَلَوْ شاءَ) ـ علم السامع أن هناك شيئا علقت المشيئة عليه لكنه مبهم ، فإذا جىء بجواب الشرط صار مبينا ...
______________________________________________________
النفس ورسوخه فيها بخلاف البيان ابتداء لما مر من أن الحاصل بعد الطلب أعز من المنساق بلا تعب (قوله : كما فى فعل إلخ) أى : كحذف مفعول فعل المشيئة أى : الدال عليها (قوله : ونحوهما) كالمحبة كما فى لو أحبكم لأعطاكم أى : لو أحب إعطاءكم لأعطاكم (قوله : إذا وقع) أى : فعل المشيئة شرطا التقييد بذلك نظرا للغالب ، وإلا فقد يكون فعل المشيئة المحذوف مفعوله لتلك النكتة غير شرط كما فى قولك بمشيئة الله تهتدون ، إذ التقدير بمشيئة الله هدايتكم تهتدون كذا قيل ، وفيه أنه ليس هنا فعل والكلام فى متعلقات الفعل ، إلا أن يقال : المراد بالفعل مطلق العامل على سبيل عموم المجاز أو الفعل حقيقة أو حكما على طريق استعمال الكلمة فى حقيقتها ومجازها ـ تأمل.
(قوله : يدل عليه) أى : على ذلك المفعول ، وقوله ويبينه تفسير لما قبله (قوله : ما لم يكن إلخ) كلام المصنف يوهم أن كون الحذف للبيان بعد الإبهام مقيد بذلك الوقت حتى لو كان غرابة فى تعلقه لم يكن الحذف لذلك ، وليس بمراد بل المقيد بذلك الحذف ، ولذلك قال الشارح لكنه إنما يحذف إلخ (قوله : إنما يحذف إلخ) أى : لكن مفعول فعل المشيئة ونحوها إنما يحذف مدة انتفاء كون تعلق الفعل بذلك المفعول غريبا.
(قوله : نحو فلو شاء إلخ) هذا مثال للنفى أى : أن المفعول الذى لم يكن تعلق فعل المشيئة به غريبا مثل المفعول فى قوله تعالى : (فَلَوْ شاءَ) إلخ (قوله : علقت المشيئة عليه) ظاهره أن فعل الشرط معلق على المفعول به مع أنه ليس كذلك وأجيب بأن على بمعنى الباء وعلقت بمعنى تعلقت أى : تعلقت المشيئة به تعلق العامل بالمعمول (قوله : صار) أى : ذلك الشىء وهو المفعول وقوله مبينا بفتح الياء اسم مفعول ويصح أن يكون
__________________
(١) الأنعام : ١٤٩.