أى : أن يكون ذو رؤية وذو سمع فيدرك) بالبصر (محاسنه و) بالسمع (أخباره الظاهرة الدالة على استحقاقه الإمامة دون غيره فلا يجدوا) نصب عطف على يدرك ؛ أى : فلا يجد أعداؤه وحساده الذين يتمنون الإمامة (إلى منازعته) الإمامة (سبيلا) فالحاصل أنه نزل يرى ويسمع منزلة اللازم ؛ أى : من يصدر عنه السماع والرؤية من غير تعلق بمفعول مخصوص ، ثم جعلهما كنايتين عن الرؤية والسماع المتعلقين بمفعول مخصوص هو محاسنه وأخباره ...
______________________________________________________
لما يسمع (قوله : أى أن يكون إلخ) تفسير للجملة بتقدير مضاف أى أن يوجد فى الدنيا رؤية ذى رؤية وسمع ذى سمع وليس تفسيرا للفعل فقط بدليل قوله : ذو ولو قال : أن تكون رؤية مبصر ، ويكون سمع واع لكان أوضح ليكون تفسيرا للفعل فقط الذى الكلام فيه تأمل (قوله : فيدرك) أى : لأنهما إذا وجدا تعلقا بمحاسنه فيدرك إلخ ، وهذا بيان للمفعول المخصوص الذى تعلق به الفعل ، وحاصله أنه جعل السبب فى شجو الحساد وغيظهم وجود رؤية راء وسمع سامع فى الدنيا ، ثم بين المصنف وجه إيجاب الرؤية للشجو والسمع للغيظ بأنه يلزم من وجودهما تعلقهما بمحاسن الممدوح بادعاء الملازمة بين مطلق وجودهما وتعلقهما بتلك المحاسن ، فعبر بالفعلين لازمين لينتقل من ذلك إلى لازمهما وهو كونهما متعلقين بمفعول مخصوص فيكونان كنايتين عن أنفسهما باعتبارى اللزوم والتعدى ، وليس فيه استلزام الشىء لنفسه وهو واضح (قوله : على استحقاقه الإمامة) أى : عند كل أحد من غير المنازعين (قوله : عطف على يدرك) أى : المعطوف على يكون وإنما عطفه عليه ؛ لأن إدراك المحاسن يترتب عليه أن أعداءه وحساده الذين يتمنون الإمامة العظمى لا يجدون سبيلا إلى منازعته فيها ؛ لأن نزاعهم إياه فيها فرع عن وجود مساعد لهم ولا مساعد لهم لإطباق الرائين والسامعين على أنه الأحق بها لأنه ذو المحاسن والأخبار الظاهرة دون غيره (قوله : الإمامة) مفعول ثان للمنازعة منصوب بنزع الخافض أى : فى الإمامة وسبيلا مفعول ليجدوا (قوله : أى من يصدر إلخ) أى : إن يوجد من يصدر إلخ ولو حذف الشارح لفظة من وقال أى صدور سماع ورؤية لكان أحسن ؛ لأنه تفسير للازم المذكور على قياس فلان يعطى فإن معناه : يوجد الإعطاء (قوله : ثم جعلهما)