إذ التقدير :
بل ربّ بلد موصوف بهذا الوصف قطعته. ووهم بعضهم فزعم أنها تستعمل جارّة.
وإن تلاها مفرد
فهي عاطفة ؛ ثم إن تقدّمها أمر أو إيجاب
______________________________________________________
كأنها الأسد
في عرينتهم
|
|
ونحن كالليل
جاش في قتمه
|
العرين المحل
الذي يأوى إليه الأسد وكذا العرينة ، قال الجوهري : وأصل العرين جماعة الشجر ،
وجاش كأنه مستعار من قولهم : جاش البحر إذا زخر وجاشت القدر إذا غلت ، والقتم
السواد ، قال ابن جني : ينبغي أن يكون أراد في قتامه فحذف الألف تخفيفا ، كما
روينا عن قطرب من قول الشاعر :
ألا لا بارك
الله في سهيل
|
|
إذا ما الله
بارك في الرجال
|
وكما قال الآخر
:
مثل النقى لبده ضرب من الظلل
يريد الظلال ،
وقد يجوز أن يكونا لغتين فعلا وفعالا كزمن وزمان ، وقال الإمام المرزوقي : والقتام
والقتم والقتمة تجيء في الظلمة والغبار والريح ، وجاء الفعل منه فقيل : قتم يقتم
قتما وقتاما ، وذكر بعضهم أنه أراد القتام وحذف الألف كما قال :
ألا لا بارك الله في سهيل
ومصدر ما كان
على فعل الفعل في الأكثر فلا أدري لم أنكره حتى اعتذر بما ذكره ؛ (إذ التقدير) تعليل لدخولها على الجملة في البيت المذكور ، أي : لأن التقدير (بل رب بلد موصوف بهذا الوصف قطعته) فبلد مجرور برب ، والمتعلق محذوف فثبت وقوع الجملة فيه
بعد بل ، (ووهم بعضهم فزعم أنها تستعمل جارة) بمنزلة رب قد ، حكى ابن مالك وابن عصفور الاتفاق على أن
الجر بعد بل لا بها ، وقال الرضي : أما الفاء وبل فلا خلاف عندهم أن الجر ليس بهما
بل برب المقدرة بعدهما ، (وإن تلاها مفرد فهي عاطفة ، ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب) أي : أو
__________________