والثالث :
إعراب الواضحات ، كالمبتدأ وخبره ، والفاعل ونائبه ، والجار والمجرور ، والعاطف
والمعطوف ، وأكثر الناس استقصاء لذلك الحوفيّ.
وقد تجنّبت
هذين الأمرين وأتيت مكانهما بما يتبصّر به الناظر ، ويتمرّن به الخاطر ، من إيراد
النظائر القرآنية ، والشّواهد الشعرية ، وبعض ما اتّفق في المجالس النحوية.
ولما تمّ هذا
التصنيف على الوجه الذي قصدته ، وتيسّر فيه من لطائف المعارف ما أردته واعتمدته ،
______________________________________________________
(و) الأمر (الثالث) من الأمور الثلاثة المتقدمة ، ولا أدري لما خالف
الأسلوب المتقدم حيث وصل هذا بحرف العطف ، وحذف الموصوف وفصل في الأمر الثاني
وأثبت الموصوف.
(إعراب الواضحات كالمبتدأ وخبره ، والفاعل ونائبه ،
والجار والمجرور ، والعاطف والمعطوف) ذكر العاطف مستدرك ؛ لأنه لا يكون إلا حرفا فلا إعراب
له أصلا ، فلا وجه لذكره هنا ، وأما الجار فتارة يكون حرفا فلا يكون له إعراب ،
وتارة يكون اسما وهو المضاف على القول بأنه جار المضاف إليه فيكون له إعراب بحسب
ما يقتضيه العامل المسلط عليه.
(وأكثر الناس استقصاء لذلك الحوفي) نسبة إلى الحوف بحاء مهملة مفتوحة فواو ساكنة ففاء ،
وهي ناحية تجاه بليس من أعمال الديار المصرية.
(وقد تجنبت هذين الأمرين) وهما ذكر ما لا ينبني عليه شيء من الإعراب والكلام في
إعراب الواضحات حذفا للتطويل بما لا يترتب عليه فائدة في المقصود.
(وأثبت مكانهما بما يتبصر به الناظر ويتمرن) أي : يتعود (به الخاطر) وهو في الأصل الهاجس الذي يخطر بالبال والمراد هنا
محله.
(من إيراد النظائر القرآنية) فيزداد الوثوق بصحة التركيب المماثل لتلك النظائر
ويتمكن في النفس فضل تمكن.
(والشواهد الشعرية) والمراد عندهم بالشواهد الجزئيات المذكورة لإثبات
القواعد ، وبالأمثلة الجزئيات المذكورة لإيضاحها فالشواهد أخص.
(وبعض ما اتفق في المجالس النحوية) من سؤال يتعلق بالإعراب ، وجواب عنه فإتيان المصنف مكان
ذينك الأمرين اللذين تجنبهما بهذه الأمور التي ذكرها ، وإن حصل بها تطويل ، فإنه
لم يخل من فائدة تتعلق بغرض الإعراب ، ولقد أجاد المصنف رضي الله تعالى عنه.
(ولما تم هذا التصنيف على الوجه الذي قصدته وتيسر فيه من
لطائف المعارف ما أردته واعتمدته) اللطائف جمع لطيفة ، وهي من الكلام ما دق معناه وخفي ،
والمعارف الأمور التي