تنبيه ـ ليس من أقسام «إلّا» التي في نحو : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) [التوبة : ٤٠] ، وإنما هذه كلمتان «إن» الشرطية و «لا» النافية ، ومن العجب أن ابن مالك على إمامته ذكرها في شرح التسهيل من أقسام «إلّا».
* (ألّا) بالفتح والتشديد ـ حرف تحضيض مختصّ بالجمل الفعليّة الخبريّة كسائر أدوات التّحضيض ،
______________________________________________________
أحدهما أن يكون فضلة لا عمدة.
والثاني أن تحصل به فائدة فلا يجوز ضربت إلا زيدا ؛ إذ من المحال أن تضرب جميع الناس إلا زيدا ، ويجوز قرأت إلا يوم كذا ؛ لأنه يجوز أن يقرأ في جميع الأيام إلا في ذلك اليوم ، ومن هنا ينحل إشكال أن مناخة حال لا خبر ؛ لأنه إذا كان خبرا كان عمدة ، وإذا كان حالا كان فضلة والمعنى مستقيم كقولك : لا يزال زيد شجاعا إلا ماشيا ، لكن يلزم على هذا تقديم المستثنى المفرغ وتقدم الحال على عاملها المعنوي ، وكلاهما محذور عند البصريين.
(تنبيه ليس من أقسام إلا) التي ذكرت أوجهها ، وهي الحرف البسيط (التي في نحو (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) [التوبة : ٤٠]) وقد مضى التنبيه على ذلك في أن المكسورة الخفيفة (وإنما هذه) التي في الآية (كلمتان إن الشرطية ولا النافية) غير أنه أدغمت النون في اللام لمكان التقارب فاشتبهت بهذه لفظا ، (ومن العجب أن ابن مالك على إمامته) التي نشأ عنها تصنيف الكتب التي هي مادة المصنف في تأليفه ولا سيما كتابه الذي نحن بصدد شرحه (ذكرها في شرح التسهيل من أقسام إلا) ، وأنا أظن أني وقفت في شرح التسهيل على ما يدفع هذه البشاعة التي باح بها المصنف ، ولكن لم أستحضر ذلك الآن وليس هذا الشرح بيدي في هذه البلاد.
(ألا)
(بالفتح) للهمزة (والتشديد حرف تحضيض مختص) بالرفع صفة حرف المرفوع (بالجمل الفعلية) من حيث إن التحضيض طلب لأمر يتجدد ، وهذا شأن الفعلية لا الاسمية (الخبرية) من حيث إنه لا يطلب إلا ما يتحصل في الخارج ، والإنشاء لا خارج له (كسائر أدوات التحضيض) فإنها لطلب الفعل والحض عليه ، وهذا ظاهر إذا كان الفعل مضارعا نحو ألا تصلي أي : صل.
وأما إذا كان ماضيا فلأنها تدخل عليه على معنى اللوم على تركه ولا يلام على تركه إلا وهو مطلوب ، فتكون للطلب مطلقا فأشبهت لام الأمر فاختصت بالفعل كما اختصت لام الأمر به لكونها للطلب ، فإن قيل : طلب الفعل بعد مضي وقته مستحيل فلا يكون في هذا الحرف إذا