فعليّتان ، وتقديره : وقال بعضهم ـ يعني اليهود ـ كونوا هودا ، وقال بعضهم
ـ يعني النصارى ـ كونوا نصارى ، قال : فأقام (أَوْ نَصارى) مقام ذلك كله ، وذلك دليل على شرف هذا الحرف ، انتهى.
والثامن
: أن تكون بمعنى «إلّا»
في الاستثناء ، وهذه ينتصب المضارع بعدها بإضمار «أن» كقولك : «لأقتلنّه أو يسلم»
، وقوله [من الوافر] :
٩٧ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم
|
|
كسرت كعوبها
أو تستقيما
|
وحمل عليه بعض
المحقّقين قوله تعالى : (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ
إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ
فَرِيضَةً) [البقرة : ٢٣٦] ، فقدّر (تَفْرِضُوا) منصوبا بـ «أن» مضمرة ، لا مجزوما بالعطف على (تَمَسُّوهُنَ) لئلّا
______________________________________________________
فعليتان
وتقديره : وقال بعضهم يعني اليهود : كونوا هودا ، وقال بعضهم يعني النصارى : كونوا
نصارى قال : فقام أو نصارى مقام ذلك كله ، وذلك دليل على شرف هذا الحرف انتهى) كلامه ، والكلفة ظاهرة على وجهه الذي أبداه.
المعنى (الثامن) من معاني أو الاثني عشر (أن تكون بمعنى إلا في الاستثناء ، وهذه ينتصب المضارع
بعدها بإضمار أن كقوله) أي : قول القائل : (لأقتلنه أو يسلم) فهو بمنزلة ما لو قال : لأقتلنه إلا أن يسلم والاستثناء
على هذا مفرغ ، والمعنى لأقتلنه في كل وقت إلا في وقت إسلامه (وقوله :
وكنت إذا
غمزت فناة قوم
|
|
كسرت كعوبها
أو تستقيما)
|
غمزت أي عصرت ،
والقناة معروفة وهي ما يجعل فيها سن الرمح ، والكعوب هي النواشز في أطراف الأنابيب
وهذه استعارة تمثيلية ، شبه حاله إذا أخذ في إصلاح قوم اتصفوا بالفساد فلا يكف عن
حسم المواد التي ينشأ عنها فسادهم إلا أن يحصل صلاحهم بحاله إذا غمز قناة معوجة
حيث يكسر ما ارتفع من أطراف أنابيبها ارتفاعا يمنع من اعتدالها ، ولا يفارق ذلك
إلا أن تستقيم ، (وحمل عليه بعض المحققين قوله تعالى : (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ
النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً) [البقرة : ٢٣٦] فقدر تفرضوا منصوبا
بأن مضمرة) ليصير المعنى : لا جناح عليكم في مهور النساء إن طلقتموهن في مدة انتفاء
المسيس إلا أن تفرضوا ، أي : إلا وقت فرضكم لهن مهرا مسمى ، فيثبت الجناح حينئذ
وهو غرم نصف المهر المسمى ، فقدر هذا القائل لإفادة هذا المعنى تفرضوا منصوبا على
الوجه المذكور ، (لا مجزوما بالعطف على تمسوهن) لوجهين ؛ (لئلا
__________________