قائمة الکتاب
فصل : قد تخرج عن الاستفهام الحقيقيّ ، فترد لثمانية معان
٦٤ـ حرف الثاء
٣٢
إعدادات
شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]
شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]
المؤلف :محمّد بن أبي بكر الدماميني
الموضوع :اللغة والبلاغة
الناشر :مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :508
تحمیل
إن شاء الله أن لا يموت منكم أحد قبل الدخول ، وهذا الجواب لا يرفع السؤال ، أو أن ذلك من كلام رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأصحابه حين أخبرهم بالمنام ، فحكى ذلك لنا ، أو من كلام الملك الذي أخبره في المنام.
وأما البيت فمحمول على وجهين :
أحدهما : أن يكون على إقامة السبب مقام المسبّب ، والأصل : أتغضب إن افتخر مفتخر بسبب حزّ أذني قتيبة ، إذ الافتخار بذلك يكون سببا للغضب ومسبّبا عن الحزّ.
______________________________________________________
إن شاء الله أن لا يموت منكم أحد قبل الدخول ، وهذا الجواب لا يرفع السؤال) بالراء وفي بعض النسخ لا يدفع ، ووجه ما قاله : أن الله تعالى قد وعد أولئك المؤمنين بدخول المسجد الحرام جميعا ، فلزم تحقق مشيئته ، لأن لا يموت منهم أحد قبل الدخول ، إذ لو شاء موت أحد منهم قبل الدخول لم يتحقق حصول دخول الجميع قبل الموت ، وهذا باطل لاستلزامه الخلف في الوعد ، وهو على الله تعالى محال.
(وأن ذلك من كلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه حين أخبرهم بالمنام ، فحكى ذلك لنا أو من كلام الملك الذي أخبره في المنام) فالشرط على هذين التقديرين ، على بابه ، وفيه نظر وذلك لأنه كيف يدخل في كلام الله تعالى زيادة من كلام غيره من غير أن يكون في الكلام إشعار بأنه محكي ، ثم هذا لا يدفع الإشكال ؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي وحق ، فقد تحقق وقوع الموعود وتحققت المشيئة ، وكذا في حق الملك ؛ لأنه مخبر عن الله تعالى بهذا الموعود فتحققت المشيئة بوقوعه.
(وأما البيت فمحمول على وجهين :
أحدهما : على إقامة السبب مقام المسبب والأصل أن يكون إن افتخر مفتخر) في المستقبل (بسبب حزه) فيما مضى (أذني قتيبة إذ الافتخار بالحز يكون سببا للغضب ومسببا عن الحز) ، فإن قلت : الهمزة الداخلة على تغضب للإنكار التوبيخي فيقتضي أن ما بعدها واقع وأن فاعله ملوم ، وإذا كان الغضب واقعا استحال كون جواب الشرط أو دليل الجواب ؛ إذ لا يتسبب الماضي عن المستقبل ، قلت : الإنكار التوبيخي على قسمين :
إما بمعنى ما كان ينبغي أن يكون نحو أعصيت ربك؟ فيكون الموبخ عليه قد تحقق وقوعه.
وإما بمعنى لا ينبغي أن يكون نحو أتعصي ربك؟ فلا يكون الموبخ عليه قد وقع ولكن بصدد أن يقع ، فما في البيت من القسم الثاني لا الأول.