(وعلى آله) أصله : أهل بدليل : أهيل ؛ ...
______________________________________________________
أى الكلام المميز بين الحق والباطل ، وشاع استعمال الحق والباطل فى الاعتقادات ، والخطأ والصواب فى الأعمال. (قوله وعلى آله) فيه إضافة الآل للضمير ، وهو جائز على التحقيق خلافا لمن قال : إنه من لحن العامة ؛ لأن آل إنما يضاف لذى شرف ، والظاهر أشرف من الضمير ، ورد بأن الضمير يعطى حكم مرجعه فى الشرف وعدمه ، ويدل للجواز قول عبد المطلب :
وانصر على آل الصلي |
|
ب وعابديه اليوم آلك (١) |
(قوله : أصله أهل) أى : من قولهم : فلان أهل لكذا أى : مستحق له ، ولا شك أن الرجل مستحق لآله ، وآله مستحقون له ؛ فأبدلت الهاء همزة فتوالت همزتان أبدلت الثانية ألفا ، فإن قلت : إبدال الهاء همزة مشكل ، إذ فائدة التصريف النقل لما هو أخف والنقل هنا لما هو أثقل إذ الهمزة أثقل من الهاء ، وأجيب بأن هذا الثقيل لم يقصد لذاته وإنما هو وسيلة للتوصل للخفيف المطلق وهو الألف ولم تقلب الهاء ألفا من أول الأمر ؛ لأنه غير معهود فى محل آخر حتى يقاس هذا عليه بخلاف قلبها همزة ؛ فإنه قد عهد كما فى" أراق" أصله : هراق. (قوله : بدليل أهيل) أى : بدليل تصغيره على أهيل ، والتصغير يرد الأشياء إلى أصولها ، واعترض بأن فى الاستدلال بالتصغير دورا ؛ وذلك لأن المصغر فرع المكبر ، وحينئذ ف" أهيل" متوقف على" آل" ، فإذا استدل ب" أهيل" على أن أصله أهل كان آل متوقفا على" أهيل" ، وهذا دور لتوقف كل واحد على الآخر ، وأجيب بأن الجهة منفكة ؛ لأن توقف المكبر على المصغر من حيث العلم بأصالة الحروف ، وتوقف المصغر على المكبر
__________________
(١) البيت ينسب إلى عبد المطلب بن هاشم ، جدّ النبى صلىاللهعليهوسلم وأنه قالها عند محاولة أبرهة الأشرم هدم الكعبة المشرفة عام الفيل. ولقد أورد ابن كثير فى" البداية والنهاية" نحوا من هذا البيت وهى قوله :
لا همّ إنّ العبد يمنع رحله فامنع رحالك |
|
لا يغلبنّ صليبهم ومحالهم غدوا محالك |
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدالك |
انظر : " البداية والنهاية" (٢ / ٥٩) بتحقيق د / عبد الحميد هنداوي.