مكان الشأن أو القصة) فالإضمار فيه أيضا خلاف مقتضى الظاهر لعدم التقدم.
واعلم أن الاستعمال على أن ضمير الشأن إنما يؤنث إذا كان فى الكلام مؤنث غير فضلة فقوله : هى زيد عالم ...
______________________________________________________
(قوله : مكان الشأن أو القصة) لف ونشر مرتب يعنى كقولهم : هو مكان الشأن وهى مكان القصة فهو راجع إلى الشأن المعقول وهى راجعة للقصة المعقولة يفسرهما الجملة بعد ؛ لأن القصة والشأن وهو مضمون الجملة بعدهما فقول المصنف مكان إلخ يشير إلى أن التذكير باعتبار الشأن والتأنيث باعتبار القصة فإن قلت : كيف يصح هو زيد عالم مثلا مع أنه لا رابط فى الجملة الواقعة خبرا قلت الجملة الواقعة خبرا عن ضمير الشأن لا تحتاج لرابط ، لأن فائدة الرابط أن يربط الخبر بالمبتدأ ، لأن الجملة من حيث هى جملة مستقلة بالإفادة فما لم يوجد فيها رابط لم تربط بالمبتدأ ، والجملة المفسرة لضمير الشأن عين المبتدأ فهى فى حكم المفرد ، فلا تحتاج لرابط فالمعنى الشأن أى : الحديث هذا اللفظ ، وكذا لا يحتاج للرابط فى كل جملة تكون عين المبتدأ نحو قولى : زيد منطلق (قوله : لعدم التقدم) أى : فعدم التقدم للمسند إليه يقتضى إيراده اسما ظاهرا ، فإيراده ضمير مخالف لمقتضى الظاهر ، إلا أن الحال يقتضيه لعروض اعتبار الإبهام ، ثم التفسير (قوله : واعلم إلخ) قصد الشارح بهذا الاعتراض على قول المصنف ، وقولهم هو أو هى زيد عالم المقتضى استعمال هى زيد عالم (قوله : على أن إلخ) متعلق بمحذوف أى : جار على أن ضمير الشأن إنما يؤنث إلخ ، وفيه إشارة إلى أن ضمير الشأن والقصة واحد فى المعنى وإنما اصطلحوا على أن الجملة المفسرة للضمير إذا كان فيها مؤنث غير فضلة ولا شبيها بالفضلة ، فإن الضمير يؤنث ، ويقال له ضمير القصة وإلا ذكر ، ويقال له ضمير الشأن (قوله : إذا كان فى الكلام) أى : فى الجملة المفسرة للضمير (قوله : غير فضلة) أى : ولا شبيها بالفضلة ، وذلك كقولك : هى هند مليحة ، (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ)(١) ، وإنما أنث الضمير لقصد المطابقة اللفظية ، لا لأن مفسره ذلك المؤنث لما عرفت أن مرجعه القصة المعقولة فمفسره الجملة بتمامها ، واحترز بالفضلة والشبيه بها من نحو : إنها بنيت غرفة ، وإنها كان القرآن معجزة ؛ لأن معجزة شبيه بالفضلة
__________________
(١) الحج : ٤٦.