يوما بحزوى ويوما بالعقيق وبال |
|
عذيب يوما ويوما بالخليصاء |
ولما وفّقت بعون الله للإتمام وقوضت عنه خيام الاختتام ، بعد ما كشفت عن وجوه خرائده اللثام ، ...
______________________________________________________
متواليا حتى يكون مستقيما ، وبين سطر وشطر الجناس المضارع لاختلافهما بحرفين متقاربى المخرج. (قوله : يوما بحزوى) أى : وصار حالى فى هذه الأسفار ـ من جهة عدم الانتظار بجامع التنقل ـ كحال القائل : يوما أكون بحزوى وأكون يوما آخر بالعقيق ، وأكون بالعذيب يوما وأكون يوما بالخليصاء ، وهذه الأربعة أسماء مواضع بالحجاز ، والقصد من تشبيه حاله بحال هذا الشاعر الاعتذار بأنه ألف كتابه هذا فى حالة متعبة ، فإن حصل منه هفوة فلا لوم عليه. (قوله : بعون الله) العون اسم مصدر بمعنى الإعانة ، والباء للتصوير لا للسببية ؛ لئلا يلزم سببية الشيء لنفسه ؛ إذ الإعانة جعل الله فيه قوة ، وهو عين التوفيق ، إلا أن تكون متعلقة بالإتمام ، ولا يضر تقدم معمول المصدر عليه إذا كان ظرفا على ما اختاره الشارح. (وقوله : للإتمام) أى : إتمام هذا المختصر ، وفيه إشارة إلى أن الخطبة متأخرة عن تأليف هذا الشرح المختصر.
(قوله : وقوضت) بالقاف والواو المشددة من التقويض ، وهو نقض البناء من غير هدم ، استعير للإزالة ، ففى" قوضت" استعارة تبعية أو مجاز مرسل تبعى ؛ لأن تقويض البناء يلزمه إزالته. (قوله : خيام الاختتام) من إضافة المسبّب إلى السبب ، أى : الخيام المضروبة عليه بسبب اختتامه أى انتظار إتمامه ، ولا يخفى ما فى الكلام من تشبيه الشرح قبل ختمه بشىء نفيس كعروس مستتر فى الخيام على طريق المكنية ، وإثبات الخيام تخييل ، والمراد من هذا الكلام : ولما وفقت لإتمامه وأظهرته للناس بعد أن كان مخفيّا قبل ذلك الإتمام ، كما هو عادة المؤلفين. واعلم أن هذه النسخة هى المصححة بتصحيح الشارح ، ولو قال : " خيام الختام" لكان أولى ؛ لأن فيه جناس التصحيف ، وفى بعض النسخ : (وقوضت عنه خيامه بالاختتام) أى بسبب حصول الاختتام بالفعل ؛ لأن تقويض الخيام وإزالة الخفاء مسبّبة عن الاختتام ؛ لأن الشرح قبل الاختتام كان مستورا فلما حصل الاختتام ظهر للطالبين ، وفى بعضها : (وفضضت عنه ختامه بالاختتام) على تشبيهه قبل الاختتام بمكتوب ختم بنحو شمع فأزيل بسبب الاختتام ختامه ليطلع عليه الطالبون. (قوله : بعد ما كشفت ... إلخ)